الرد على أكاذيب قاديانية بقلم / فؤاد العطار يلاش
ما دمت مقتنعا بأن اسم يلاش هو أحد أسماء الله الحسنى فلماذا لم تجب على الأسئلة التي طرحتها في رسائلي السابقة. أعلم أنك تريد تجاوز هذه النقطة لكننا يجب أن نستخلص نتيجة ما من النقاش حتى لا يكون المراء صفة لنقاشنا. و لو أنك حاولت الإجابة على الأسئلة لعرفت بداهة سبب قفزي عن استدلالك بدعاء ( ... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ...). و الحديث لا يشير أبدا إلى أن الله سبحانه سيعلم أحدا تلك الأسماء كما استنتجت أنت فهو يشير إلى أن الله سبحانه استأثر بها في علم الغيب عنده.
وحي المهدي
أراك تصر على أن عندك حجة دامغة على ضرورة أن يتلقى المهدي أمرا من الله سبحانه للجهر بدعوته و تتهمني بأنني أتجاهل حجتك تلك. عزيزي بوضياف أنت لم تورد تلك الحجة أبدا فقد سألتك عن دليلك الشرعي على تلقي المهدي وحيا من الله لكنك لم تورد أي دليل. و أنت تدعي هنا أن للمهدي دعوة أو رسالة من الله ليبلغها و يجهر بها للناس، فما هو دليلك الشرعي على ذلك؟ أنا بانتظار رؤية حجتك الدامغة!
عقيدة حياة المسيح تفضي إلى الشرك و الإلحاد!
تساءلت أنت ((فهل ترى منطقا في بقاء المسيح ابن مريم حيا غير كونه و العياذ بالله إبن الله ؟ )). فأنت تشير إلى أن عقيدة الإيمان بحياة عيسى عليه السلام في السماء هي عقيدة شركية. و مع أنني أقول بموت المسيح عليه السلام كما قد تعلم و أقول بأن الدجال أهون على الله من أن يكون معه جبال من الخبز لكنني أذكرك بأن الميرزا ظل يقول بعقيدة حياة المسيح في السماء طوال الخمسين سنة الأولى من حياته، أي أنه حسب رأيك ظل ينشر عقيدة شركية حتى بعد نبوته المزعومة؟ إن كانت هكذا عقيدة خطراً على إيمان المسلم فكيف تتصور أن يرتضيها الله سبحانه لنبي من أنبيائه كما تزعم دون أن ينبهه إلى هذا مع أن الوحي ينزل عليه؟ لقد ادعى الميرزا أنه استلم 50 ألف إلهام عن الحوالات المالية المتوقع استلامها من أتباعه و مؤيديه، و هذا يعني أنه كان يستلم الوحي بهذا الخصوص بمعدل مرة كل 3 ساعات تقريبا كل يوم، فكيف يهتم الوحي بالحوالات المالية إلى هذه الدرجة و يغفل عقيدة شركية؟ يقول الخليفة القادياني الثاني عن الميرزا في كتاب (مريم تكسر الصليب) ص170 المنشور على الموقع الرسمي للجماعة الأحمدية ما يلي:
((لقد أنقذ الإسلام من الشرك و الإلحاد الشائعين بين المسلمين بإثباته أن المسيح قد مات موتا طبيعيا)). ثم يضيف في نفس الصفحة قائلاً: ((و في الهجوم الثاني أمات المسيح ليقضي به على الشرك و الإلحاد)).
قلت: إن كان هذا صحيحا فإن الميرزا ظل مشركا و ملحدا طوال خمسين سنة من حياته، بل ظل ملحدا و مشركا حتى بعد عشر سنوات من بعثته نبيا. أي ظلم لوحي الله و لأنبيائه تحمله العقيدة القاديانية؟ ثم بعد ذلك تتحدث أنت عن ما صححته الأحمدية من معتقدات مفضية للشرك! يا صديقي حاول أن تكون منطقيا في استنتاجاتك.
جاهلية عقائد المسلمين اليوم
قلت أنت بأن ((المسلمين صاروا يعيشون و لا يزالون جاهلية ثانية))، و مع أنني أوافقك بأن حال المسلمين اليوم في غاية السوء لابتعاد كثير منهم عن دينهم و عقيدتهم إلا أنني قد أخالفك في تعريف تلك العقائد التي ابتعد عنها المسلمين.
فأظنك تشير إلى عقائد اعتبرها الأحمديون اليوم عقائد خرافية و جاهلية مثل العقائد التالية:
- الاعتقاد بوجود الجن الشبحي
- الاعتقاد بأن عيسى عليه السلام كان يحيي أجساد الموتى الحقيقيين بإذن الله
- الاعتقاد بأن عيسى عليه السلام كان ينفخ في الطين الحقيقي فيصير طيرا حقيقيا بإذن الله.
- الاعتقاد بأن عصى موسى تحولت بإذن الله إلى أفعى حقيقية
لكنني أقول لك يا عزيزي بأن الميرزا نفسه ظل يؤمن بالعقائد المذكورة أعلاه إلى حين مماته. فكيف تكون تلك العقائد خرافية بنظرك و جاهلية؟ أرجو منك أن تقرأ كتابات الميرزا العربية على الأقل قبل أن تتغنى بانسجام عقائد الأحمدية، فكل تلك التجديدات المزعومة للأحمديين بعد الميرزا هي خلاف ما أتى به نبي القاديانية المزعوم. أنظر الوثائق التالية و هي مجرد أمثلة على عقائد الميرزا التي أسميتها أنت جاهلية:
إيمان الميرزا بمعجزة إحياء الموتى (و لكنه وضع لها بعض الشروط السخيفة):
إيمان الميرزا غلام أحمد القادياني بمعجزة عصى موسى (ع) و طير عيسى (ع)طير عيسى (ع)
إيمان الميرزا بأن الجن نوع آخرمن المخلوقات غير النوع الإنساني:
إيمان الميرزا بقدرة الجن الشبحي على التمثل:
و مع ذلك لازلت تطالبني بإثبات وجود الجن الشبحي. عجباً أليس كلام نبيك المزعوم حجة عليك؟
ثم قلت أنت ((بل رمت البله و السذج من المسلمين في دائرة الشرك بالله .فهم ينتظرون بشرا يحي الموتى)). و مع أنك عنيت بكلامك هذا المسيح الدجال إلا أنك بهذا تتهم الميرزا القادياني أيضا من حيث لا تدري بأنه كان مشركا أبلها و ساذجا حتى بعد نبوته المزعومة. فالميرزا ظل طوال 50 عاما من حياته ينتظر بشراً يحيي الموتى، فقد كان يؤمن بحياة المسيح في السماء و رجوعه إلى الأرض. و كان يقول أيضاً بأن المسيح عليه السلام كان يحيي أجساد الموتى لمدة قصيرة بحيث لا يرجع هؤلاء إلى بيوتهم و أموالهم و زوجاتهم.
ثم إن علينا بيانه
خلاصة دفاعك عن رأيك هو أن تعتقد بأن بيان القرآن هو تفسير القرآن بالمعنى المتعارف عليه في علم التفسيرمن شرح ألفاظه و معاني كلماته و مناسبات نزول آياته. بينما المعنى الصحيح هو بيان حلاله و حرامه و أحكامه المفصلة، و هذا يتناسب مع الآية الكريمة الأخرى ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)).
أما الإعتقاد بأنه توجد في القرآن آيات لا يمكن معرفة معناها بدون وحي نبوي فهو اتهام صريح للقرآن بأن فيه معان باطنية و بأن محمداً صلى الله عليه و سلم لم يقم الحجة الكاملة على الناس لأن بيانه كان ناقصا.
المعاني الخفية في القرآن
أما قولك ((فلسكوت رسول الله على كثير من الشرح و اكتفى بالوصية و التمسك بكتاب الله و سنة نبيه .إختلط الحابل بالنابل)) فهو اتهام للرسول صلى الله عليه و سلم بأنه أخفى جزءاً من البيان الإلهي فتسبب باختلاط العقيدة على الناس لمدة 13 قرنا. هداك الله و هل يجوز السكوت في معرض الحاجة إلى بيان؟
ثم قل لي بربك هل تعتبر تفسيرات الميرزا الباطنية بياناً إلهيا للقرآن الكريم؟ هل قرأت تفسيره لسورة الفاتحة مثلاً في كتابه (إعجاز المسيح)؟
هل تعتبر هذا الكتاب معجزة كما ادعى الميرزا
هل تعتقد حقا بأن الميرزا مشار إليه في سورة الفاتحة
هل تعتقد بأن عمر الكون يوم القيامة سيكون 7000 سنة فقط
هل تعتقد بأن آية الرحمن الرحيم تشير إلى أن نبينا قد ورث صفتي ربنا الأعلى
هل تعتقد أن يوم الدين هو يوم الميرزا
هل تعتقد أن الإنسان يمكن أن يعطى صفات رب العالمين بعد أن يكون من العباد الفانين
هذا غيض من فيض من تجديدات الميرزا العقدية فهنيئا للأحمديين بشركيات زعيمهم و افترائه على الله سبحانه.
فما هي تلك المعاني العظيمة التي تشير إليها يا ترى؟
هل هي الشركيات التي نادى بها الميرزا في كتاباته؟! لقد ادعى الميرزا بأنه بمنزلة توحيد الله سبحانه و تفريده، و ادعى بأنه بمنزلة روح الله سبحانه، و أنه بمنزلة عرش الرحمن، و أن الله خلق السماوات و الأرض من أجل الميرزا القادياني، و بأن سورة الفاتحة تبشر بظهور الميرزا و بأنها تشير إلى الشخص الذي اتصف بصفات الله سبحانه، و بأن كيفية نزول الملائكة هي نفسها كيفة نزول الله سبحانه، و بأن الله يظهر للناس في الكشف على شكل إنساني، و بأن الميرزا رأى نفسه يوماً أنه هو نفسه الله سبحانه، و بأن الله سبحانه خاطبه فقال (إنما أمرك إذا أردت لشيء أن تقول له كن فيكون)، و غيرها من الفظائع التي ادعاها الميرزا على الله سبحانه. ثم مع ذلك تقول لي بأنني لم أفهم المعاني العظيمة في كلام مؤسس جماعتكم. هذا مع أنك لم تقرأ معظم كتاباته بل لم تعرف بوجود كتاب الوحي القادياني المقدس! أرجوك حاول أن تحترم عقول الآخرين قليلا.
و من ناحية أخرى أسألك: أي تجديدات إسلامية و أية قيم إسلامية قام الميرزا ببيانها؟ ما هي القيم الإسلامية العظيمة التي دعى إليها الميرزا بينما تركها عامة المسلمين؟ هل دعى الميرزا إلى حسن الخلق بينما دعى المسلمون إلى الشتم و اللعن؟ هل دعى الميرزا إلى الرفق بالناس بينما دعى المسلمون إلى الغلظة و الفظاظة؟ هل دعى الميرزا إلى الأمانة بينما دعى المسلمون إلى تضييعها؟
إن كان يوجد بين المسلمين من هو منحرف سيء الخلق غليظ مضيع للأمانة فهذا لا يعني أن المسلمين كلهم تركوا تعاليم الإسلام و ضيعوها. إن من يدعي أن المسلمين ضلوا كلهم في يوم من الأيام هو في الحقيقة يعترض على كلام الله سبحانه و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم. قال تعالى : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) – سورة آل عمران : 110. و قال صلى الله عليه و سلم ((و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) رواه مسلم. و في رواية ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة )) رواه مسلم.
أما الإدعاء بأن الميرزا هو من دعى إلى القيم الإسلامية فهو ادعاء فارغ ، فمن المعلوم أن الميرزا كان مشهوراً بسوء الخلق قبل أن يدعي النبوة و بعد ذلك. و الأمثلة على هذا كثيرة أذكر منها ما يلي:
المثال الأول : الميرزا و تضييع الأمانة قبل أن يدعي النبوة
يقول بشير أحمد ابن الميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (سيرة المهدي) الجزء الأول ص 43 رواية رقم 49 :
((قالت لي والدتي الموقرة : عندما كان حضرة المسيح الموعود (ميرزا غلام ) عليه السلام شاباً ذهب لاستلام الراتب التقاعدي لجدك (والد الميرزا غلام). و قد رافقه في مشواره ميرزا إمام الدين (قريب الميرزا غلام). و عندما استلم الميرزا غلام راتب والده التقاعدي قام إمام الدين بالتملق له و أخذه في مشوار إلى مكان آخر بدلاً من العودة إلى قاديان، و ظلا يتنقلان من مكان إلى مكان حتى بذر إمام الدين كل النقود فترك الميرزا غلام و ذهب إلى مكان آخر. و بسبب هذا العمل المحرج فإن المسيح الموعود (ميرزا غلام) لم يرجع إلى البيت. و لأن جدك (والد ميرزا غلام) كان يرغب في توظيف الميرزا غلام في مكان ما فإنه (الميرزا غلام) قرر أن يتوظف في بلدة سيالكوت في مكتب نائب المفوض براتب ضئيل )).
و قد وقعت هذه الحادثة في عام 1864م حيث عمل الميرزا بعدها موظفاً في مكتب نائب المفوض حتى عام 1868م. و كان عمره وقت الحادثة حوالي 25 عاماً. فانظروا هداكم الله إلى سيرة من ادعى لاحقاً أنه مهدي الأمة و أنه الظهور الثاني للنبي محمد صلى الله عليه و سلم. فهل بعد هذا نقبل ادعاء القاديانيين بأن الميرزا كان يدعوا إلى القيم الإسلامية! هل القيم الإسلامية ادعاء و قول فقط بدون تطبيق على أرض الواقع؟!
المثال الثاني : الميرزا و الغلظة مع خلق الله
يقول ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (سيرة المهدي) رواية رقم 847: ((كان حضرة المسيح الموعود - ميرزا غلام - لا يستعمل للإستنجاء إلا الماء الدافيء، و في أحد الأيام طلب من إحدى الخادمات أن تضع له الماء الدافيء في المرحاض للإستنجاء، فأخطأت الخادمة ووضعت ماءاً ساخناً جداً في إبريق الإستنجاء ووضعته في المرحاض. و لما فرغ حضرته خرج من المرحاض قائلاً : من وضع هذا الإبريق في المرحاض؟ فقيل له أنها الخادمة التي أمرتها بذلك، قال: فأحضروها هنا. و لما حضرت قال: مدي يديك. و لما فعلت سكب عليها ما تبقى من الماء الساخن حتى تشعر بالخطأ الذي قامت به. فماء الإستنجاء يجب أن لا يكون ساخناً جداً)).
هل لاحظت قسوة هذا المدعي ؟! إن هذا الخلق الفظ لا يمكن توقعه حتى من مسلم عاص فكيف بمن يدعي أنه جاء رحمة للناس كافة؟
المثال الثالث : الميرزا و فحش اللسان
أنظر إلى الروح الرياضية التي أبداها الميرزا في كتابه (مواهب الرحمن – ص 131) رداً على المولوي ثناء الله الأمرتسري الذي انتقد إحدي قصائد الميرزا، يقول الميرزا في كتابه المذكور:
((ثم بعد ذلك نكتب جواب ما أشعت ، و ظلمت نفسك و الوقت أضعت، أما ما أنكرت في كتابك بلاغة قصيدتي، و ما أكلت عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا جهلك و غباوتك و تعصبك و دناءتك، أيها الجهول قم و تصفح دواوين الشعراء ليظهر لك منهاج الأدب و الأدباء، أتغلط صحيحاً و تظن الحسن قبيحاً، و تأكل النجاسة، و تعاف النفاسة، ليس في جعبتك منزع، فظهر لك في التزري مطمع، و كذلك جرت عادة السفهاء، أنهم يخفون جهلهم بالإزدراء. و يلك ما نظرت إلى غزارة المعاني العالية، و استقريت القذر كالأذبّة. ما فكرت في حسن الكلام، و لا في المنطق و نظامه التام. أيها الغبي علمت من هذا أنك ما ذقت شيئاً من اللسان، و لا تعلم ما حسن البيان، و نزوت كالسرحان قبل الفهم و العرفان. أبهذا تبارينا في الميدان، و تبارزنا كالفتيان. أتتكيء على الأصغر الذي كتب معه الجعفر إليك و كنت قد فررت من هذه القرية مع لعن نزل عليك. فاعلم أنهم يكذبون و ليسوا رجال المصارعة و لا قبل لأحد في هذه المناضلة. دع تصلفك فإنك لست من الرجال، و لو كنت شيئاً لما فررت من الإحتيال. ثم اعلم أني ما رضت صعاب الأدب بالمشقة و التعب، بل هذه موهبة من ربي ))!!
أما شتائم الميرزا الأخرى فحدثوا عنها و لا حرج، فشتائم مثل (ابن بغي) (أولاد حرام) (ذرية البغايا) و غيرها الكثير الكثير من الكلمات التي قد تصدر عن مرتادي الحانات و الملاهي الليلية، لكنها لا يمكن أن تصدر عن داعية إسلامي، فكيف بمن يدعي النبوة و الرسالة!