الرئيسية | مقالات الموقع | مكتبة الكتب | مكتبة المرئيات | مكتبة الصوتيات | أتصل بنا
 

 

 

 

القائمة الرئيسية

أحدث الكتب

ج2: ثلاثة في واحد
أرسلت في الأحد 01 يونيو 2008 بواسطة أ. فؤاد العطار
مهدوية كاذبة

بقية الجزء الأول
رجاء الضغط على الصور لتكبيرها
    
و الذي يرفض هذه الحقيقة و يصر على مبدأ الرؤية الفلكية للهلال فإن عليه بالضرورة أن يرفض إمكانية حدوث كسوف الشمس في اليوم 27 من الشهر القمري. أما الكيل بمكيالين عند الحديث عن الخسوف و الكسوف فغير مقبول لأنه تمويه مكشوف. فليتم حدوث كسوف الشمس هناك في يوم 27 من الشهر القمري يجب أن تتأخر بداية الشهر لأكثر من يومين عن تولد الهلال الفعلي. و هذا يمكن فقط عند اعتماد الرؤية المجردة لإثبات بداية الشهر القمري. و أما فلكياً فلا.

 

و القاديانيون عند قولهم بأن خسوف القمر في قاديان عام 1894 حصل في 13 رمضان اعتمدوا على الرؤية المجردة لإثبات بداية شهر رمضان. بينما لو اعتمدوا على الرؤية الفلكية لكان يوم الخسوف هو 14 رمضان. إذاً يجب أن يقبلوا بتطبيق مبدأ رؤية الهلال بالعين المجردة عند الحديث عن أول أيام الخسوف في الشهر القمري. و بهذا يكون يوم 12 هو أول الأيام الممكنة للخسوف في تلك البقعة من العالم. أما بالنسبة لإمكانية التأكد المستقبلي من حصول خسوف القمر في يوم 12 من الشهر القمري فإنني أستشهد بالحسابات التي أوردها أستاذ علم الفلك الدكتور ديفيد ماك نوغتون. حيث تشير الحسابات بأن خسوفاً للقمر سيقع في يوم 21 شباط 2008 و الذي يوافق اليوم 12 من الشهر القمري بالنسبة لسكان المنطقة الواقعة 42 درجة جنوب و 50 درجة شرق. ففي تلك المنطقة لن تكون الرؤية ممكنة للهلال في يوم 8 شباط 2008 عند الغسق خاصة و أن الشهر هو شباط شتاءاً. و بهذا فإن بداية الشهر القمري هناك ستكون على الأقل يوم 9 شباط 2008 و الله أعلم.

 

 و بهذا يصادف خسوف القمر هناك اليوم 12 من الشهر القمري. و للذكر فإن الدكتور ديفيد ماك نوغتون هو عالم فلك بريطاني - و يحمل جنسية جنوب إفريقيا أيضاً - كان يعمل في مطار دبي الدولي كاستشاري للعلوم الفلكية و الأحوال الجوية. و له أبحاث كثيرة منشورة في بريطانيا حيث عرش كل من الخليفة القادياني الخامس و ملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الأنجليكانية. و أنا أضع هنا بين أيديكم إحدى الرسومات التوضيحية المبسطة لإثبات أنه ليتم حدوث كسوف الشمس في يوم 27 من الشهر القمري يجب أن تتأخر بداية الشهر حوالي يومين و نصف عن تولد الهلال الفعلي:

 و قد حصل نفس الكسوف و الخسوف في نفس الأوقات من رمضان (أي ليلة 13 و يوم 28) أثناء حياة الباب - مهدي و نبي البابية و البهائية - و تكرر في السنة التي تليها أيضاً. فلماذا لا يتبعه القاديانيون يا ترى ؟!!! علماً أن الباب ادعى المهدية و النبوة قبل الغلام بسنوات عديدة. و الكسوف المزدوج في رمضان يحصل بمعدل كل 23 سنة تقريباً. و قد ظهر المئات من مدعي المهدية قبل الغلام.

 

فأين الآية التي لم تظهر منذ خلق السماوات و الأرض؟!!! و عندما وُوجِه غلام قاديان بحقيقة أن الكسوف و الخسوف المزدوج قد حدث آلاف المرات من قبل قال الغلام بأنه لا يهم إن حصلت هذه الآية مرات عديدة في الماضي. فالآية برأيه لا تكتمل إلا بوجود مدع بأنه هو المهدي.

 

و لم يعلم هذا الغلام بأن عشرات الدجاجلة قبله كانوا قد ادعوا المهدية و صادف حصول كسوف مزدوج في رمضان أثناء حياتهم بتاريخ 13 و 28 من الشهر. و أضرب هنا هذه الأمثلة على ذلك:

 

 (1) صالح بن طريف البرغواطي: ادعى المهدية و النبوة سنة 125 هـ . و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته مرات عديدة.

 

(2) ميرزا علي محمد ( الملقب بالباب): ادعى المهدية قبل ادعائه النبوة عام 1260 هـ. و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته مرات عديدة.

 

(3) أبو منصور عيسى: ادعى المهدية و النبوة عام 341 هـ. و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته.

 

(4) أبو غفير محمد بن معاذ: ادعى المهدية عام 268 هـ . و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته. و قد ثبت علمياً بأن أول الأيام الممكنة لخسوف القمر هو ليلة 12 و ليس ليلة 13 كما موه غلام قاديان و أتباعه. فبطل بذلك شغبهم. أما ميرزا غلام فيعتقد أن الكسوف و الخسوف يظهران فقط عند شيوع الفساد !! و أما اجتماعهما فهو تهديد من الله بالعذاب !! يقول الغلام في كتابه "نجم الهدى" ص232:

 

 و في كتابه "نجم الهدى" أيضاً ص253 يتحدى الميرزا خصومه أن يأتوا ببرهان على وقوع الخسوف و الكسوف المزدوج في رمضان من قبل، يقول هناك:

 

 

لا مهدي إلا المسيح !

 

قد يتساءل البعض عن السبب الذي جعل الغلام يدعي بأنه هو المهدي و المسيح معاً و ليس المهدي فقط أو المسيح فقط.

 

 و الجواب هو أن الغلام حاول أن يدعي القيمة الروحية لكل شخص مقدس عند أية فرقة من الفرق. و نرى هذا واضحاً في ادعائه لاحقاً بأنه يمثل نزول كريشنا المقدس عند الهندوس. أما بالنسبة لادعاء المهديّة فقد كان هذا رائجاً جداً في القرن التاسع عشر حيث كان الناس مشغولون بادعاءات مشابهة من المهدي السوداني و الباب و غيرهم.

 

 و قد كانت النقاشات محتدة في تأويل ظهور آيات المهدي و المسيح. و على أغلب الظن فقد كان توقع حدوث الكسوف و الخسوف في رمضان هو الشرارة التي أطلقت طموحات الغلام لادعاء المهديّة.

 

 أما بالنسبة للادعاء بأنه المسيح فقد وجد حديثاً موضوعاً يقول ((و لا المهدي إلا المسيح)) فعقد العزم أن يتقمص الشخصيتين معاً. و الحديث مروي في سنن ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الدُّنْيَا إِلا إِدْبَارًا وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)).

 



 أما تعليقي على هذا الإستدلال فهو كالآتي:

 

 1- هذا الخبر فيه محمد بن خالد الجندي ، قال عنه الحاكم مجهول ، وقال عنه حافظ المغرب ابن عبد البر بأنه متروك ، وحُكي عن ابن معين توثيقه ، ولم يثبت ، وقد أنكر الخبر النسائي ، والحاكم ، والبيهقي ، والذهبي ، وابن تيمية والقرطبي ، والصغاني ، وأبو الفتح الأزدي وقال: وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً ، رواه جرير بن حازم عنه.

 

قال الذهبي: قال الأزدي (محمد بن خالد منكر الحديث) قال الصنعاني عن هذا الحديث أنه موضوع كما في الأحاديث الموضوعة للشوكاني.

 

فالخبر منكر ، ولا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلامات الضعف ظاهرة عليه . و هل يجوز أن نأخذ العقائد من حديث موضوع أو حتى ضعيف؟ إن القاديانيين يرفضون أحاديث صحيحة في البخاري و مسلم لأنهم يقولون بأنها ظنية الثبوت و لا تصح بها عقيدة. فكيف يقبلون إذاً بأحاديث معدومة الثبوت في باب العقيدة؟ أم أن القواعد كلها تهون عندهم من أجل عيون غلام قاديان ؟!!! و قد تتبعت ما ادعاه القاديانيون من توثيق ابن معين لمحمد بن خالد الجَنَدي فوجدت قصة التوثيق منقولة عن مجهول. و تفاصيل قصة توثيق ابن معين له في غاية السخافة. فقد روى توثيق ابن معين هذا ابو الحسن محمد بن الحسين الاّبري الحافظ في في مناقب الشافعي فقال: اخبرني محمد بن عبد الرحمن الهمذاني ببغداد قال: حدثنا محمد بن مخلد وهو العطار وقال : حدثنا أحمد بن محمد بن المؤل العدوي . قال: قال لي يونس بن عبد الأعلى : جاءني رجل قد وخطه الشيب سنة ثلاث عشر يعني و مائتين عليه مبطنة وازير يسألني عن هذا الحديث فقال لي : من محمد بن خالد الجندي ؟ فقلت : لا ادري . فقال لي : هذا مؤذن الجند وهو ثقة . فقلت له : انت يحيى بن معين ؟ فقال نعم...الخ. ولكن لا يمكن الاحتجاج بهذه الحكاية لأمرين : - ان في اسنادها احمد بن محمد بن المؤل - ابو بكر الصوري قد ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال روى عن الحسن بن عرفة و يونس بن عبد الأعلى و غيرهم. و روى عنه : ابو عمرو بن السماك وابو بكر الشافعي و عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي . ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ومثل هذا مجهول الحال فلا يمكن الاحتجاج به .

 

 - يظهر في النظر في متن هذه الحكاية ان يونس بن عبد الأعلى لم يكن يعرف ابن معين قبل هذه الحكاية وما عرفه إلا بإخبار متكلمه . ولذلك سأله : أنت يحيى بن معين ؟ فقال : نعم . وهكذا فلا نستطيع ان نقول ان الذي كلمه هو يحيى بن معين . و لا ندري لماذا سأل ابن معين عن خالد الجندي رجلاً لا يعرفه طالما ابن معين هو الوحيد الذي يعرف حال خالد الجندي. إذاً فمتن القصة شديد الغرابة و بعيد عن المنطق.

 

 2- جملة (( وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)) غير مستساغة في سياق الحديث، لأن الجمل المعطوفة على بعضها كلها أفعال غير هذه الأخيرة، فلو كان المقصود ما فهمه البعض بأن المهدي هو المسيح لكان قال " وَما الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ" لكنه قال "و لا المهدي" فظهر سقوط شيء من الخبر. و قد يكون أصله "و لا يتبع ظهور المهدي إلا عيسى ابن مريم" و الله أعلم. حيث قال (لا يزداد .... إلا..) (لا تقوم....إلا) فظهر سقوط الفعل. و الحديث منكرالسند مما يغنينا عن الخوض في نصه. فالغيبيات و غيرها من أمور الشريعة لا تثبت بالضعيف من الحديث. فالله تعبدنا باليقين لا بالظن. و إن الظن لا يغني من الحق شيئاً.

 

 3- ينقل غلام قاديان و أتباعه هذا الحديث عن ابن ماجة كالآتي ()لا مهدي إلا عيسى بن مريم((. و هذا خطأ واضح لأن لفظ ابن ماجة للحديث هو ((و لا المهدي إلا عيسى)) . أما اللفظ (لا مهدي إلا عيسى) فقد رواه الحاكم و غيره. و رواه الحاكم ليبين نكارته فقط كما صرح هو نفسه بذلك. و جملة (لا مهدي إلا عيسى) ظاهرة الخطأ لأن كل من هداه الله فهو مهدي. و ليس في الجملة إشارة إلى أمير المؤمنين الملقب بالمهدي. و أنقل لك هنا تخريج حديث (لا مهدي إلا عيسى) بدون (ال) التعريف: - اخرجه الحاكم قال: حدثنا عيسى بن زيد بن عيسى بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب ‚ ثنا يونس بن عبد الاعلى الصرفي ‚ ثنا محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه ‚ انبأ محمد بن خالد الجندي ‚ عن أبان بن صالح ‚ عن الحسن ‚ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله: لا يزداد الامر الا شدة ‚ ولا الدين إلا إدبارا ‚ و لا الناس إلا شحا ‚ و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ‚ ولا مهدي إلا عيسى إبن مريم . - وأخرجه إبن نعيم في الحلية فقال : حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا سليمان بن إسحق بن نوح الطلحي . وحدثنا أبو محمد بن حيان ‚ ثنا أبو الحريش الكلابي ‚ ثنا يونس بن عبد الأعلى ‚ ثنا محمد بن إدريس الشافعي ‚ عن محمد بن خالد الجندي ‚ عن أبان بن صالح ‚ عن الحسن ‚ عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : لا يزداد الأمر إلا شدة ‚ ولا الدنيا إلا إدبارا ‚ ولا الناس إلا شحا ‚ ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ‚ ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم عليهما السلام. - واخرجه القضاعي في مسند الشهاب . - واخرجه الخطيب في تاريخ بغداد . - واخرجه المزي بطريقين عن يونس بن عبد الأعلى . - وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله . - وعن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية . - واخرجه ابو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن . - واخرجه السلفي في الطيوريات . - واخرجه ابن منده في فوائده . - واخرجه يوسف الميانجي . - و ذكره الذهبي في ترجمة يونس بن عبد الأعلى من تذكرة الحفاظ بإسناده عن يونس . وكذا السبكي في طبقات الشافعية .

 

 إذاً فقد روى الحديث كثيرون بلفظ (لا مهدي إلا عيسى). و هذا اللفظ لا يشير بتاتاً إلى الإمام المهدي. و الجملة واضحة الخطأ كما أسلفت سابقاً لأن كل المؤمنين الصالحين مهديون. و يستند القاديانيون في ادعاءاتهم أيضاً إلى الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ ((يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلاً فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)).

 

يقول القاديانيون بأن الحديث وصف عيسى عليه السلام بأنه إمام مهدي و بهذا يكون هو المهدي الموعود. قلت: إذا كان عيسى عليه السلام هو المهدي لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حقه (إماماً مهدياً) فلماذا لا يكون معاوية ابن سفيان رضي الله عنه هو المهدي أيضاً ؟. أو يكون جرير رضي الله عنه هو المهدي ؟. فقد روى البخاري و غيره الحديث التالي: ((حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضي الله عنه قال ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه إني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا.)). و روى أحمد بن حنبل أيضاً ((حدثنا علي بن بحر حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية وقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)).

 يتبع في الجزء الثالث 

 
أكثر مقال قراءة عن مهدوية كاذبة:
القادياني مهدي المغارة


المعدل: 5  تصويتات: 1
الرجاء تقييم هذا المقال:


  'طباعة  ارسال ارسال

المواضيع المرتبطة

أ. محمود القاعودمهدوية كاذبةالافتراء على الأنبياءعقائد قاديانية ضالةنفاق وكذب الأحمدية

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.
هذه الشبكة لا تتبع لأى جهة حكومية

انشاء الصفحة: 0.16 ثانية