رجاء الضغط على الصور للتكبير
(3) إقتباس أجزاء محرفة من الإعلان المؤرخ سنة 1907م و حشرها في سيناريو قصة في العام 1902م:
كما رأينا في النقطة الأولى فقد حرّف القاديانيون جزءاً من نص الإعلان فأوردوا إشارة الميرزا إلى تحدي المولوي له مع أن هذا ليس ما ورد في الإعلان. لكن الأسخف من فعلهم هذا هو تمويههم بأن تلك الجملة وردت في العام 1902م مع أنهم أشاروا إلى الإعلان المنشور سنة 1907م. و لنقرأ الفقرات سوية ليتضح لك مدى وقاحة الكذب الوارد في السيناريو القادياني:
يقول موقع الجماعة الأحمدية : ((تدل السجلات التاريخية أن المولوي الأمرتساري تجاهَلَ هذا التحدي لمدة 5 سنوات، ولكنه في عام 1902م - ربما تحت ضغط من بعض زملائه - بادر وتحدى سيدَنا أحمد إلى المباهلة. وما أن تلقَّى حضرتُه إعلانَ المولوي الأمرتساري حتى نشره مشفوعًا بقبول ما عرضه المولوي وصرح فيه بقوله: "لقد اطلعت على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتساري الذي يدعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر." (إعجاز أحمدي ص 14، الخزائن الروحانية ج19 ص121) وكان سيدنا أحمد يعرف طبيعـةَ المولوي الأمرتساري الرِعْديدة، فصرح حضرته بأن الأمرتساري قد قدَّم اقتراحًا جيدًا، ونأمل أن يظل متمسكا به. (المرجع السابق) ثم أضاف: "إذا كان المولوي ثناء الله مخلصا في تحديه بأن يهلك الكاذبُ قبل الصادق.. فلسوف يموت ثناء الله أولا". مجموعة الإعـلانات، ج3 ص578 ))
(4) تسمية المسألة بأنها دعوة للمباهلة بينما كانت دعاءاً من طرف واحد فقط:
يصر القاديانيون اليوم على تسمية القصة بأنها دعوة للمباهلة من جانب الميرزا القادياني، بينما اعترف القاديانيون الأوائل بأن المسألة كانت دعاءاً من طرف واحد و ادعو بأن المولوي ثناء الله سماها مباهلة بعد موت الميرزا.
أنظر مثلاً إلى ما كتبه الميرزا غلام أحمد القادياني نفسه في صحيفة بدر القاديانية بتاريخ 25 إبريل 1907م ص 7 العمود رقم 3 حيث قال ما يلي:
((ما كتبته للمولوي ثناء الله فإن أساسه كان من عند الله، فعندما توجهت إلى الله بخصوصه في تلك الليلة أوحي إلي الإلهام التالي :"أجيب دعوة الداعي". وبالنسبة للصوفيين فإن المعجزة الكبرى هي إستجابة الدعاء و كل ما عدا ذلك ما هو إلا فروع لها)).
و أنظر إلى ما كتبه الخليفة القادياني الثاني الميرزا محمود ابن غلام أحمد القادياني في (تشحيذ الأذهان) ج3 العدد 6و7 ص 284 حيث قال ما يلي:
((ثناء الله نشر إعلاناً بعد وفاة حضرته – ميرزا غلام أحمد القادياني – و قال بأن "الميرزا مات نتيجة المباهلة معي فقد مات خلال فترة حياتي". هذا الشخص – ثناء الله - يسمي الدعاء بالمباهلة مع أنه قد رفضه. و قد كتب موضوعاً ضد حضرته – ميرزا غلام – حيث قال : "المباهلة تحصل عندما يكون الفريقان تحت القسم"، و في نفس الموضوع قال ثناء الله "هناك فرق بين أن تقسم و بين أن تباهل، إنه أنت من أشرت إلى القسم على أنه مباهلة و ليس أحد آخر". و الآن فإن أي شخص عاقل يمكن أن يعرف بأن المولوي ثناء الله نفسه اعترف بأن خضوع الطرفين تحت القسم هو المباهلة أما الإشارة إلى أي شيء آخر أنه مباهلة فهو كذب محض، فإن لم يكن تسميتها مباهلة هو اختراع منه فمن يمكن أن يكون؟ لا حضرته – ميرزا غلام – و لا ثناء الله قالوا شيئاً تحت القسم في هذا الدعاء إذاً فهذا يثبت أنه – أي ثناء الله – كاذب و ذلك بمعاييره هو نفسه، لذلك لا يجب أن ينخدع أحد بدجله)).
و انظر أيضاً إلى ما كتبته صحيفة بدر القاديانية ص 8 العمود 1 بتاريخ 22 أغسطس 1907م حيث ورد فيها ما يلي:
(( نشر حضرته – ميرزا غلام أحمد القادياني – إعلاناً بعنوان " الفصل النهائي في الخلاف مع المولوي ثناء الله" و الذي طلب فيه الحكم النهائي من الله عن طريق الدعاء و لم يكن في الأمر مباهلة)).
و كتب القادياني مولوي أحسن أمروهاوي في مجلة (مراجعة الأديان) القاديانية ج 7 عدد 6 و 7 حزيران-تموز ص 23 ما يلي:
((حضرته – ميرزا غلام أحمد القادياني – طلباً حكماً من الله من خلال الدعاء فقط، و إنه مكتوب بوضوح في تلك الرسالة أن هذا الدعاء ليس إلهاماً أو وحياً، و حتى ثناء الله يقر بذلك. إذاً فهذا الدعاء دليل واضح على صدق حضرته – ميرزا غلام – في ادعاءاته. لأنه لو لم يكن مؤمناً بيقين يتعيينه من الله فلماذاً إذاً سيستعمل هكذا كلمات في تلك الرسالة، حتى دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه بهذا الصدد لم تـُستجب))
5- الإدعاء بأن المولوي ثناء الله الأمرتسري قد مات مقهوراً مخزياً بعد أن كفره علماء مكة !!
مع أنني لا أرى حاجة في مناقشة هكذا كذبة إلا أنني سأرد عليها لأن بعض القراء قد يجهلون قيمة الشيخ ثناء الله الأمرتسري عند علماء الحجاز عموماً، فهؤلاء ظلوا يشيرون إلى المولوي ثناء الله في كتبهم بأنه (شيخ الإسلام) أو (أسد البنجاب) أو (العلامة) و لا يزالون كذلك إلى يومنا هذا. و أنا لا أناقش أهلية المولوي ثناء الله لهكذا ألقاب بل أوردها فقط للدلالة على كذب و افتراء أتباع الميرزا القادياني.
فهؤلاء استغلوا الخلاف المؤقت الذي حصل بين المولوي ثناء الله و بين بعض علماء أهل الحديث حول تأويل المولوي لبعض الصفات كالإستواء. حيث هاجمه الشيخ عبد الحق الغزنوي و غيره، و قد وصل موضوع النزاع وقتها إلى الملك عبد العزيز في السعودية و الذي توسط لحل الخلاف بين الطرفين فجمع الأطراف و حل النزاع بعد أن تراجع المولوي ثناء الله عن النقاط التي اعترض عليها الغزنويون، و قد كتب المولوي ثناء الله بعد المصالحة رسالة سماها (إصلاح الإخوان على يد السلطان) حيث سمى العلماء الآخرين بالإخوان و أشار إلى الملك عبد العزيز بالسلطان . و قد حل هذا النزاع العلمي في العام 1927م، بينما يريد القاديانيون أن يقنعونا بأن المولوي الذي مات سنة 1948م كان قد مات مقهوراً من ذلك النزاع العلمي الذي تم حله بالتراضي قبل 22 عاماً من وفاته و لم يكن علماء مكة طرفاً في النزاع بل كانوا طرفاً في حله !!. و قد غض القاديانيون الطرف عن حقيقة أن الميرزا القادياني هو الذي لم يمت قبل أن يكفره كل علماء الأمة الإسلامية لأنه ادعى النبوة كذباً و افترى على الله سبحانه.
و سألقي هنا بعض الإضاءات على قصة النزاع العلمي بين الشيخ ثناء الله و الغزنوية، ففي رسالة (إصلاح الإخوان على يد السلطان) التي ألفها وطبعها عام 1347هـ ذكر المولوي ثناء الله الأمرتسري المصالحة التي حصلت بينه وبين الأسرة الغزنوية حول مسألة تأويل بعض الآيات في الأسماء والصفات. كما و ذكر القصة أيضاً بتفصيلها في تفسيره للقرآن الكريم. و فيما يلي نص المصالحة مأخوذاً من (تفسير القرآن بكلام الرحمن) حيث يقول الشيخ ثناء الله الأمرتسري فيه : ((لما طبع تفسير القرآن بكلام الرحمن أول مرة تعاقب بعض معاصري العلماء الغزنوية الأمرتسرية على أربعين مقاماً في التفسير المذكور بلسان الأردو وسموها الأربعين فدفعتها بكتاب مسمى بالكلام المبين، ثم لما ذهبت لأداء فريضة الحج سنة 1344هـ عربوا الأربعين وطبعوها مرة ثانية وأشاعوها في الحرمين، فبلغ الخبر الملك عبد العزيز ابن سعود أيده الله فدعا كلاً من الفريقين لا على طريقة الحكومة بل كما يدعو الأب أبناءه ليصلح بينهم، وكان في المحضر الإضافي عبد الله بن بليهد والشيخ السيد رشيد رضا صاحب المنار المصري والشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ عبد الله بن حسن والشيخ بهجت البيطار والشيخ أبو زيد المصري وغيرهم سلمهم الله وعافاهم فدار الكلام ببين الفريقين فبعد ختم المكالمة أمر الملك القاضي ابن بليهد أن يكتب مسودة الفصل فكتب وهذا نصها بحروفها:
"بسم الله الرحمن الرحيم ، في المجلس الشريف المعقود على يد الإمام عبد العزيز بن سعود قد حضر الشيخ مولوي ثناء الله وحضر الشيخ عبد الواحد الغزنوي فطلب كل منهما إلى الإمام أن ينظر فيما كان بينهما من النزاع بحضرة جماعة من العلماء وقد حصل الاتفاق بعد النظر فيما قالوه على أن الشيخ ثناء الله قد رجع عما كتبه في تفسيره عن تأويل الاستواء وما في معنى ذلك من آيات الصفات الذي تبع فيه المتكلمين، واتبع ما قاله السلف في هذا الباب وأقر بأنه هو الحق بلا ريب، والتزم أن يكتب ذلك في تفسيره، وأما الشيخ عبد الواحد الغزنوي ومن معه ممن كان قد تكلم في حق الشيخ ثناء الله مما يوجب الطعن عليه، فإنهم يرجعون عنه وأن يحرقوا الأربعين التي كتبوها في حقه، ويرجع كل منهما إلى تجديد عقد الأخوة واجتناب ما ينافي ذلك. حصل القرار على ذلك وتبايعوا عليه على يد الإمام والعلماء الموقعين عليه والحمد الله عل التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم")).