الرئيسية | مقالات الموقع | مكتبة الكتب | مكتبة المرئيات | مكتبة الصوتيات | أتصل بنا
 

 

 

 

القائمة الرئيسية

أحدث الكتب

الرد على أكاذيب قاديانية
أرسلت في الأثنين 09 يونيو 2008 بواسطة أ. فؤاد العطار
نفاق وكذب الأحمدية

الرد على أكاذيب قاديانية 
بقلم / فؤاد العطار 
يلاش

 

          ما دمت مقتنعا بأن اسم يلاش هو أحد أسماء الله الحسنى فلماذا لم تجب على الأسئلة التي طرحتها في رسائلي السابقة. أعلم أنك تريد تجاوز هذه النقطة لكننا يجب أن نستخلص نتيجة ما من النقاش حتى لا يكون المراء صفة لنقاشنا. و لو أنك حاولت الإجابة على الأسئلة لعرفت بداهة سبب قفزي عن استدلالك بدعاء ( ... أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ...). و الحديث لا يشير أبدا إلى أن الله سبحانه سيعلم أحدا تلك الأسماء كما استنتجت أنت فهو يشير إلى أن الله سبحانه استأثر بها في علم الغيب عنده.

 

وحي المهدي

 

          أراك تصر على أن عندك حجة دامغة على ضرورة أن يتلقى المهدي أمرا من الله سبحانه للجهر بدعوته و تتهمني بأنني أتجاهل حجتك تلك. عزيزي بوضياف أنت لم تورد تلك الحجة أبدا فقد سألتك عن دليلك الشرعي على تلقي المهدي وحيا من الله لكنك لم تورد أي دليل. و أنت تدعي هنا أن للمهدي دعوة أو رسالة من الله ليبلغها و يجهر بها للناس، فما هو دليلك الشرعي على ذلك؟ أنا بانتظار رؤية حجتك الدامغة!

 

عقيدة حياة المسيح تفضي إلى الشرك و الإلحاد!

 

          تساءلت أنت ((فهل ترى منطقا في بقاء المسيح ابن مريم حيا غير كونه و العياذ بالله إبن الله ؟ )). فأنت تشير إلى أن عقيدة الإيمان بحياة عيسى عليه السلام في السماء هي عقيدة شركية. و مع أنني أقول بموت المسيح عليه السلام كما قد تعلم و أقول بأن الدجال أهون على الله من أن يكون معه جبال من الخبز لكنني أذكرك بأن الميرزا ظل يقول بعقيدة حياة المسيح في السماء طوال الخمسين سنة الأولى من حياته، أي أنه حسب رأيك ظل ينشر عقيدة شركية حتى بعد نبوته المزعومة؟ إن كانت هكذا عقيدة خطراً على إيمان المسلم فكيف تتصور أن يرتضيها الله سبحانه لنبي من أنبيائه كما تزعم دون أن ينبهه إلى هذا مع أن الوحي ينزل عليه؟ لقد ادعى الميرزا أنه استلم 50 ألف إلهام عن الحوالات المالية المتوقع استلامها من أتباعه و مؤيديه، و هذا يعني أنه كان يستلم الوحي بهذا الخصوص بمعدل مرة كل 3 ساعات تقريبا كل يوم، فكيف يهتم الوحي بالحوالات المالية إلى هذه الدرجة و يغفل عقيدة شركية؟ يقول الخليفة القادياني الثاني عن الميرزا في كتاب (مريم تكسر الصليب) ص170 المنشور على الموقع الرسمي للجماعة الأحمدية ما يلي:

 

((لقد أنقذ الإسلام من الشرك و الإلحاد الشائعين بين المسلمين بإثباته أن المسيح قد مات موتا طبيعيا)). ثم يضيف في نفس الصفحة قائلاً: ((و في الهجوم الثاني أمات المسيح ليقضي به على الشرك و الإلحاد)).

 

قلت: إن كان هذا صحيحا فإن الميرزا ظل مشركا و ملحدا طوال خمسين سنة من حياته، بل ظل ملحدا و مشركا حتى بعد عشر سنوات من بعثته نبيا. أي ظلم لوحي الله و لأنبيائه تحمله العقيدة القاديانية؟ ثم بعد ذلك تتحدث أنت عن ما صححته الأحمدية من معتقدات مفضية للشرك! يا صديقي حاول أن تكون منطقيا في استنتاجاتك.

 

جاهلية عقائد المسلمين اليوم

 

          قلت أنت بأن ((المسلمين صاروا يعيشون و لا يزالون جاهلية ثانية))، و مع أنني أوافقك بأن حال المسلمين اليوم في غاية السوء لابتعاد كثير منهم عن دينهم و عقيدتهم إلا أنني قد أخالفك في تعريف تلك العقائد التي ابتعد عنها المسلمين.

 

 فأظنك تشير إلى عقائد اعتبرها الأحمديون اليوم عقائد خرافية و جاهلية مثل العقائد التالية:

 

- الاعتقاد بوجود الجن الشبحي

 

- الاعتقاد بأن عيسى عليه السلام كان يحيي أجساد الموتى الحقيقيين بإذن الله

 

- الاعتقاد بأن عيسى عليه السلام كان ينفخ في الطين الحقيقي فيصير طيرا حقيقيا بإذن الله.

 

- الاعتقاد بأن عصى موسى تحولت بإذن الله إلى أفعى حقيقية

 

لكنني أقول لك يا عزيزي بأن الميرزا نفسه ظل يؤمن بالعقائد المذكورة أعلاه إلى حين مماته. فكيف تكون تلك العقائد خرافية بنظرك و جاهلية؟ أرجو منك أن تقرأ كتابات الميرزا العربية على الأقل قبل أن تتغنى بانسجام عقائد الأحمدية، فكل تلك التجديدات المزعومة للأحمديين بعد الميرزا هي خلاف ما أتى به نبي القاديانية المزعوم. أنظر الوثائق التالية و هي مجرد أمثلة على عقائد الميرزا التي أسميتها أنت جاهلية:

 

إيمان الميرزا بمعجزة إحياء الموتى (و لكنه وضع لها بعض الشروط السخيفة):

 

 

 

إيمان الميرزا غلام أحمد القادياني بمعجزة عصى موسى (ع) و طير عيسى (ع)طير عيسى (ع)

 

 

 

إيمان الميرزا بأن الجن نوع آخرمن المخلوقات غير النوع الإنساني:

 

 

 

إيمان الميرزا بقدرة الجن الشبحي على التمثل:

 

 

 

و مع ذلك لازلت تطالبني بإثبات وجود الجن الشبحي. عجباً أليس كلام نبيك المزعوم حجة عليك؟

 

          ثم قلت أنت ((بل رمت البله و السذج من المسلمين في دائرة الشرك بالله .فهم ينتظرون بشرا يحي الموتى)). و مع أنك عنيت بكلامك هذا المسيح الدجال إلا أنك بهذا تتهم الميرزا القادياني أيضا من حيث لا تدري بأنه كان مشركا أبلها و ساذجا حتى بعد نبوته المزعومة. فالميرزا ظل طوال 50 عاما من حياته ينتظر بشراً يحيي الموتى، فقد كان يؤمن بحياة المسيح في السماء و رجوعه إلى الأرض. و كان يقول أيضاً بأن المسيح عليه السلام كان يحيي أجساد الموتى لمدة قصيرة بحيث لا يرجع هؤلاء إلى بيوتهم و أموالهم و زوجاتهم.

 

ثم إن علينا بيانه

 

          خلاصة دفاعك عن رأيك هو أن تعتقد بأن بيان القرآن هو تفسير القرآن بالمعنى المتعارف عليه في علم التفسيرمن شرح ألفاظه و معاني كلماته و مناسبات نزول آياته. بينما المعنى الصحيح هو بيان حلاله و حرامه و أحكامه المفصلة، و هذا يتناسب مع الآية الكريمة الأخرى ((وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)).

 

أما الإعتقاد بأنه توجد في القرآن آيات لا يمكن معرفة معناها بدون وحي نبوي فهو اتهام صريح للقرآن بأن فيه معان باطنية و بأن محمداً صلى الله عليه و سلم لم يقم الحجة الكاملة على الناس لأن بيانه كان ناقصا.

 

المعاني الخفية في القرآن

 

          أما قولك ((فلسكوت رسول الله على كثير من الشرح و اكتفى بالوصية و التمسك بكتاب الله و سنة نبيه .إختلط الحابل بالنابل)) فهو اتهام للرسول صلى الله عليه و سلم بأنه أخفى جزءاً من البيان الإلهي فتسبب باختلاط العقيدة على الناس لمدة 13 قرنا. هداك الله و هل يجوز السكوت في معرض الحاجة إلى بيان؟

 

ثم قل لي بربك هل تعتبر تفسيرات الميرزا الباطنية بياناً إلهيا للقرآن الكريم؟ هل قرأت تفسيره لسورة الفاتحة مثلاً في كتابه (إعجاز المسيح)؟

 

هل تعتبر هذا الكتاب معجزة كما ادعى الميرزا

 

 

 

هل تعتقد حقا بأن الميرزا مشار إليه في سورة الفاتحة

 

 

 

هل تعتقد بأن عمر الكون يوم القيامة سيكون 7000 سنة فقط

 

 

 

هل تعتقد بأن آية الرحمن الرحيم تشير إلى أن نبينا قد ورث صفتي ربنا الأعلى

 

 

 

هل تعتقد أن يوم الدين هو يوم الميرزا

 

 

 

هل تعتقد أن الإنسان يمكن أن يعطى صفات رب العالمين بعد أن يكون من العباد الفانين

 

 

هذا غيض من فيض من تجديدات الميرزا العقدية فهنيئا للأحمديين بشركيات زعيمهم و افترائه على الله سبحانه.

 

          فما هي تلك المعاني العظيمة التي تشير إليها يا ترى؟

 

          هل هي الشركيات التي نادى بها الميرزا في كتاباته؟! لقد ادعى الميرزا بأنه بمنزلة توحيد الله سبحانه و تفريده، و ادعى بأنه بمنزلة روح الله سبحانه، و أنه بمنزلة عرش الرحمن، و أن الله خلق السماوات و الأرض من أجل الميرزا القادياني، و بأن سورة الفاتحة تبشر بظهور الميرزا و بأنها تشير إلى الشخص الذي اتصف بصفات الله سبحانه، و بأن كيفية نزول الملائكة هي نفسها كيفة نزول الله سبحانه، و بأن الله يظهر للناس في الكشف على شكل إنساني، و بأن الميرزا رأى نفسه يوماً أنه هو نفسه الله سبحانه، و بأن الله سبحانه خاطبه فقال (إنما أمرك إذا أردت لشيء أن تقول له كن فيكون)، و غيرها من الفظائع التي ادعاها الميرزا على الله سبحانه. ثم مع ذلك تقول لي بأنني لم أفهم المعاني العظيمة في كلام مؤسس جماعتكم. هذا مع أنك لم تقرأ معظم كتاباته بل لم تعرف بوجود كتاب الوحي القادياني المقدس! أرجوك حاول أن تحترم عقول الآخرين قليلا.

 

          و من ناحية أخرى أسألك: أي تجديدات إسلامية و أية قيم إسلامية قام الميرزا ببيانها؟ ما هي القيم الإسلامية العظيمة التي دعى إليها الميرزا بينما تركها عامة المسلمين؟ هل دعى الميرزا إلى حسن الخلق بينما دعى المسلمون إلى الشتم و اللعن؟ هل دعى الميرزا إلى الرفق بالناس بينما دعى المسلمون إلى الغلظة و الفظاظة؟ هل دعى الميرزا إلى الأمانة بينما دعى المسلمون إلى تضييعها؟

 

          إن كان يوجد بين المسلمين من هو منحرف سيء الخلق غليظ مضيع للأمانة فهذا لا يعني أن المسلمين كلهم تركوا تعاليم الإسلام و ضيعوها. إن من يدعي أن المسلمين ضلوا كلهم في يوم من الأيام هو في الحقيقة يعترض على كلام الله سبحانه و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم. قال تعالى : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) – سورة آل عمران : 110. و قال صلى الله عليه و سلم ((و لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله )) رواه مسلم. و في رواية ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة )) رواه مسلم.

 

أما الإدعاء بأن الميرزا هو من دعى إلى القيم الإسلامية فهو ادعاء فارغ ، فمن المعلوم أن الميرزا كان مشهوراً بسوء الخلق قبل أن يدعي النبوة و بعد ذلك. و الأمثلة على هذا كثيرة أذكر منها ما يلي:

 

المثال الأول : الميرزا و تضييع الأمانة قبل أن يدعي النبوة

 

يقول بشير أحمد ابن الميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (سيرة المهدي) الجزء الأول ص 43 رواية رقم 49 :

 

((قالت لي والدتي الموقرة : عندما كان حضرة المسيح الموعود (ميرزا غلام ) عليه السلام شاباً ذهب لاستلام الراتب التقاعدي لجدك (والد الميرزا غلام). و قد رافقه في مشواره ميرزا إمام الدين (قريب الميرزا غلام). و عندما استلم الميرزا غلام راتب والده التقاعدي قام إمام الدين بالتملق له و أخذه في مشوار إلى مكان آخر بدلاً من العودة إلى قاديان، و ظلا يتنقلان من مكان إلى مكان حتى بذر إمام الدين كل النقود فترك الميرزا غلام و ذهب إلى مكان آخر. و بسبب هذا العمل المحرج فإن المسيح الموعود (ميرزا غلام) لم يرجع إلى البيت. و لأن جدك (والد ميرزا غلام) كان يرغب في توظيف الميرزا غلام في مكان ما فإنه (الميرزا غلام) قرر أن يتوظف في بلدة سيالكوت في مكتب نائب المفوض براتب ضئيل )).

 

و قد وقعت هذه الحادثة في عام 1864م حيث عمل الميرزا بعدها موظفاً في مكتب نائب المفوض حتى عام 1868م. و كان عمره وقت الحادثة حوالي 25 عاماً. فانظروا هداكم الله إلى سيرة من ادعى لاحقاً أنه مهدي الأمة و أنه الظهور الثاني للنبي محمد صلى الله عليه و سلم. فهل بعد هذا نقبل ادعاء القاديانيين بأن الميرزا كان يدعوا إلى القيم الإسلامية! هل القيم الإسلامية ادعاء و قول فقط بدون تطبيق على أرض الواقع؟!

 

المثال الثاني : الميرزا و الغلظة مع خلق الله

 

          يقول ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (سيرة المهدي) رواية رقم 847: ((كان حضرة المسيح الموعود - ميرزا غلام - لا يستعمل للإستنجاء إلا الماء الدافيء، و في أحد الأيام طلب من إحدى الخادمات أن تضع له الماء الدافيء في المرحاض للإستنجاء، فأخطأت الخادمة ووضعت ماءاً ساخناً جداً في إبريق الإستنجاء ووضعته في المرحاض. و لما فرغ حضرته خرج من المرحاض قائلاً : من وضع هذا الإبريق في المرحاض؟ فقيل له أنها الخادمة التي أمرتها بذلك، قال: فأحضروها هنا. و لما حضرت قال: مدي يديك. و لما فعلت سكب عليها ما تبقى من الماء الساخن حتى تشعر بالخطأ الذي قامت به. فماء الإستنجاء يجب أن لا يكون ساخناً جداً)).

 

هل لاحظت قسوة هذا المدعي ؟! إن هذا الخلق الفظ لا يمكن توقعه حتى من مسلم عاص فكيف بمن يدعي أنه جاء رحمة للناس كافة؟

 

المثال الثالث : الميرزا و فحش اللسان

 

          أنظر إلى الروح الرياضية التي أبداها الميرزا في كتابه (مواهب الرحمن – ص 131) رداً على المولوي ثناء الله الأمرتسري الذي انتقد إحدي قصائد الميرزا، يقول الميرزا في كتابه المذكور:

 

((ثم بعد ذلك نكتب جواب ما أشعت ، و ظلمت نفسك و الوقت أضعت، أما ما أنكرت في كتابك بلاغة قصيدتي، و ما أكلت عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا جهلك و غباوتك و تعصبك و دناءتك، أيها الجهول قم و تصفح دواوين الشعراء ليظهر لك منهاج الأدب و الأدباء، أتغلط صحيحاً و تظن الحسن قبيحاً، و تأكل النجاسة، و تعاف النفاسة، ليس في جعبتك منزع، فظهر لك في التزري مطمع، و كذلك جرت عادة السفهاء، أنهم يخفون جهلهم بالإزدراء. و يلك ما نظرت إلى غزارة المعاني العالية، و استقريت القذر كالأذبّة. ما فكرت في حسن الكلام، و لا في المنطق و نظامه التام. أيها الغبي علمت من هذا أنك ما ذقت شيئاً من اللسان، و لا تعلم ما حسن البيان، و نزوت كالسرحان قبل الفهم و العرفان. أبهذا تبارينا في الميدان، و تبارزنا كالفتيان. أتتكيء على الأصغر الذي كتب معه الجعفر إليك و كنت قد فررت من هذه القرية مع لعن نزل عليك. فاعلم أنهم يكذبون و ليسوا رجال المصارعة و لا قبل لأحد في هذه المناضلة. دع تصلفك فإنك لست من الرجال، و لو كنت شيئاً لما فررت من الإحتيال. ثم اعلم أني ما رضت صعاب الأدب بالمشقة و التعب، بل هذه موهبة من ربي ))!!

 

          أما شتائم الميرزا الأخرى فحدثوا عنها و لا حرج، فشتائم مثل (ابن بغي) (أولاد حرام) (ذرية البغايا) و غيرها الكثير الكثير من الكلمات التي قد تصدر عن مرتادي الحانات و الملاهي الليلية، لكنها لا يمكن أن تصدر عن داعية إسلامي، فكيف بمن يدعي النبوة و الرسالة!



المثال الرابع : تقصيره في الطاعات

 

في كتابه (سيرة المهدي) الجزء 3 ص 119 الرواية رقم 672 كتب القادياني ميرزا بشير أحمد ابن الميرزا غلام أحمد القادياني الرواية التالية:

 

(( أخبرني الدكتور مير محمد إسماعيل أن المسيح الموعود – ميرزا غلام أحمد – لم يقم بتأدية فريضة الحج أبداً، و لم يقم بتأدية سنـّة الإعتكاف أبداً، و لم يدفع الزكاة أبداً، و لم يكن يحتفظ بأية مسبحة للتسبيح، كما أنه لم يأكل يوماً من صدقة و لم يأكل يوماً من زكاة، لكنه كان يقبل الهدايا. و لم يكن يتخذ أي مصلى مثل السادة الصوفيين. كما أنه لم يكن يقرأ الأوراد المشهورة من التسبيح أو التحميد أو الصلاة على الرسول إلخ.

 

و السبب في عدم تأديته لفريضة الحج هو أنه لم يكن يملك في البداية المال الكافي حيث كانت الأملاك مسجلة باسم جده، ثم تم تسجيلها بعد ذلك باسم عمه. أما لاحقاً فكان مشغولاً بأعمال الجهاد بالقلم و لم يكن عنده الوقت الكافي، فالجهاد كانت له الأولوية الأكبر فوق أي شيء آخر.

 

أما بالنسبة للزكاة فإنه لم يكن لديه النصاب الكافي للزكاة، لكن أمي الموقرة كانت تدفع الزكاة عن مجوهراتها)).

 

          فانظر هداك الله إلى سيرة نبي القاديانية المزعوم. فهل كان الميرزا أكثر انشغالاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان كثيرالدعاء و الإعتكاف و التسبيح و الصدقة؟ و هل الجهاد بالقلم للدفاع عن المستعمر البريطاني عذر مقبول للتخلف عن أداء فريضة الحج؟ و هل كان الميرزا فقيراً حقاً إلى درجة الإعفاء من الزكاة؟

 

          لقد اعترف الميرزا بلسانه بأنه و بعد أن ادعى النبوة تبدلت حاله من فقر إلى غنى فامتلأ بيته بالهدايا و الأموال و التحف من أتباعه، فلماذا امتنع عن الصدقة و الزكاة يا ترى ؟! أنظروا إلى ما كتبه الميرزا عن نفسه في كتابه (ضميمة حقيقة الوحي) ص 625:

 

(( و بعد ذلك أيد الله هذا العبد – يعني نفسه – كما كان وعده بأنواع الآلاء و ألوان النعماء، فرجع إليه فوج بعد فوج من الطلباء بأموال و تحايف و ما يسر من الأشياء، حتى ضاق عليهم المكان)).

 

كما أن الميرزا و أفراد عائلته كلهم معفون من أداء الضريبة القاديانية التي فرضها الميرزا على أتباعه الراغبين في أن يدفنوا في مقبرة الجنة التي استثمرها الميرزا في قاديان و التي لا يتخلف عن الإشتراك فيها إلا المنافقين من أتباعه على حد وصف الميرزا. يقول الميرزا في كتابه (الوصية) ما يلي:

 

((لا يخطر على بال أحمق أن يعتبر هذه المقبرة ونظامها بدعة. لأن هذا النظام هو بإرشاد من الوحي الرباني. ولا دخل للإنسان فيه .... و لكن الله عز وجل استثناني و أهلي وعيالي من دون الناس والواجب على غيرنا أن يتقيد بهذه الشروط بأجمعها رجلا كان أو امرأة . و إن من يشكو فهو منافق )) ثم يضيف قائلاً : ((و قد أراد الله بهذا النظام أن يميز المنافقين من المؤمنين فكل من يسعى إلى تقديم عـُشر أملاكه و يبدي حماساً أكبر من هذا إنما يبرهن بنفسه على صدق إيمانه)) ثم يقول ((لا شك أن هذا النظام سيثقل كثيرا على المنافقين و بذلك يكشفهم فلا يدفن منهم أحد بعد موته في هذه المقبرة رجلا او امرأة .. لكن السابقين في هذا العمل يدخلون في الصديقين و تتنزل عليهم رحمة ربهم الى أبد الآبدين))

 

انقراض الأحمدية

 

من المؤسف أنك لا زلت تظن بأن الأحمدية في نمو مستمر، هل السبب هو أنك قد تكون تعيش في قرية معزولة عن الحضارة ووسائل الإتصال و تخلوا من أجهزة التلفاز؟ لكن هذا مستبعد فأنت تستخدم الإنترنت في مراسلاتكإذا فما هو سبب جهلك لحقيقة انقراض الأحمدية؟

 

آه .. أظنك تصدق ما يقوله الأحمديون عن مدى انتشارهم و أعدادهم في العالم. فهؤلاء يدعون بأن عددهم في العالم تجاوز 200 مليون نسمة. كما يدعون بأن عددهم في الهند وحدها يتجاوز 40 مليونا.

 

أقول: إن كنت تصدق هذه الترهات فعليك أن تتبع نصيحتي و تغلق على نفسك باب غرفتك، ثم تطفيء نور المصباح، ثم تغلق أذنيك و تلف رأسك بكمادات باردة، فأنت بلا شك تعاني من ارتفاع شديد للحرارة.

 

يا عزيزي .. عش في هذا العالم و توقف عن العيش في كوكب المريخ.

 

لقد أضحكتني حقاً ادعاءات الخليفة القادياني السابق (الرابع) بشأن أعداد القاديانيين، فبينما كان عدد القاديانيين لا يتجاوز 10 ملايين على حد زعمه في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ارتفع عدد هؤلاء إلى 200 مليوناً خلال بضع سنين. بل دخل في دين القاديانية عام 2000 ما مقداره 81 مليون شخص في سنة واحدة. أي حوالي 2.6 أشخاص في الثانية الواحدة لمدة عام كامل!!! أما العام الذي قبله فكان معدل دخول الناس في القاديانية هو حوالي 1.2 شخصاً في الثانية الواحدة فقط !!! هذا مع أن القاديانيين يكفرون بالمعجزات الإلجائية للأنبياء فكيف بها للخلفاء ؟!!

 

النسخ في القرآن الكريم

 

          لعلك لا تعلم أيضاً بإن الميرزا كان يؤمن بصحة إضافة جملة ( و لا محدث) إلى الآية (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ ..))، ففعله هذا يدل على قبوله فكرة النسخ إن كانت تدعم آراءه الشاذة. أما الإدعاء بأنه كان يرفض القول بنسخ القرآن فهو متهالك، فالميرزا كان يعني بذلك أن دعوته ووحيه لم يأت لنسخ القرآن بمعنى ترك أحكامه.

 

          أما بالنسبة لموضوع النسخ في الفقه الإسلامي فإننا نقول بأن الله سبحانه لا يـُسأل عما يفعل، أما مخلوقاته فهم يـُسألون. و لو أمرنا الله سبحانه أن نذبح أبناءنا أو أن نقتل أنفسنا لفعلنا دون أن نشك للحظة واحدة في حكمة الله سبحانه و في عدل أحكامه. أما القاديانيون و من لفّ لفـّهم فحاولوا أن يخضعوا أفعال الله سبحانه لعقولهم و تعليلاتهم، فقد أعطى هؤلاء لأنفسهم الحق أن يقدّروا بأهوائهم ما على الله سبحانه فعله أو تركه، تعالى الله سبحانه عما يصفون.

 

          و لو كان نسخ الأحكام فيه انتقاص من شأن الحاكم العدل لكنا اليوم على شريعة آدم عليه السلام، و لما بدّل الله سبحانه أحكام و شرائع النبيين السابقين. بل إن الله سبحانه كان يبدل أحكامه للقوم المعينين حسب حالهم و كما تقتضي حكمته، فمثلاً حرّم الله سبحانه بعض ما كان قد أحلّه لبني إسرائيل و ذلك لظلمهم و طغيانهم.

 

الحرية الدينية و قتل المرتد

 

بدلا من التفاخر برفع قاديانيي اليوم لراية الحرية الدينية و مهاجمة حد الردة كان عليك النظر إلى حال الميرزا غلام أحمد القادياني. فلو نظرنا إلى سيرة الميرزا بخصوص مسألة الإكراه و حرية الإختيار لوجدناه قد مارس الإكراه على أقرب الناس إليه، انظرمثلاً إلى قصة زواجه الموعود من إحدى قريباته و اسمها "محمدي بيجوم". فالميرزا ظل يطارد هذه المرأة المتزوجة و أهلها ليجبرهم على تطليقها من زوجها و تزويجها له، و عندما لم تساعده زوجته الأولى و أبناؤه على هذا قام بتطليق زوجته و أمر ابنه أن يطلق زوجته أيضاً عقاباً لأهلها، ثم قام بحرمان ابنه الآخر من الميراث عقاباً له. أنظروا إن شئتم إلى ما كتبه الميرزا نفسه بهذا الصدد في (تبليغ الرسالة) ج11 ص9. هل هذه هي حرية الدين و حرية التعبير ؟! قال تعالى: " كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - سورة الصف 3".

 

          و القاديانيون يعتبرون عقوبة قتل المرتد إكراهاً في الدين !

 

 أقول لهم: إن كانت العقوبات نوعاً من أنواع الإكراه في الدين فسيكون جلد الزاني و قتل القاتل إكراهاً في الدين و لا بد. أما بالنسبة لتفسير آية " لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ... – سورة البقرة 256 " فهذه الآية تتعلق بمسألة إكراه الله سبحانه الناس على الإيمان به و طاعته في الدنيا. و الإكراه هو نقيض الإختيار. فالآية خبرية بحتة تشير إلى أنه سبحانه لا يجبر أحداً على الإيمان به أو على طاعته. و قرينة ذلك هو تبيين الله سبحانه في نفس الآية أن كلاً من طريقي الهدى و الضلالة واضح و أن نتيجة سلوك أي من الطريقين واضحة كذلك. ولو شاء الله تعالى لجعل الناس أمة واحدة و لهدى الناس أجمعين قسراً. لكن الآية تبين بأن الله سبحانه ترك للناس خيار الكفر أو الإيمان. فليس في الآية إذاً متعلق لأي طرف من الأطراف في مسألة إخضاع الناس لحكم الله.

 

كسر الصليب

 

          إن كان كسر الصليب هو اندحار عقيدة التثليث فماذا تقول في تضاعف معتنقي النصرانية عشرات الأضعاف في الهند نفسها أثناء حياة الميرزا و بعده؟

 

          إن كان كسر الصليب هو مجرد إبطال عقيدة التثليث و إثبات كفرها فأسألك ألم يبطل رسول الله صلى الله عليه و سلم عقيدة التثليث أم أنه فشل في ذلك – حاشاه؟

 

          إن كان الإيمان بحياة المسيح في السماء يقوي عقيدة التثليث فكيف ظل الميرزا يؤمن بحياة المسيح طوال 50 سنة من حياته و لأكثر من عقد خلال نبوته المزعومة و تلقيه الوحي؟

 

          إن كانت نظرية الإغماء و أدلتها القرآنية المدعاة هي التي أبطلت عقيدة التثليث فسيكون سيد أحمد خان هو من كسر الصليب و ليس الميرزا.

 

          إن كان من الإجرام رفض نظرية الإغماء و أدلتها القرآنية المدعاة فإن الميرزا ظل مجرما لمدة تسع سنوات من حياته بعد نبوته المزعومة حيث أنه قرأ الأدلة القرآنية المزعومة لنظرية الإغماء من تفسير سيد أحمد خان للقران لكنه ظل يرفضها حتى العام 1891م.

 

قتل الدجال

 

          إن كان قتل الدجال هو درء خطر القساوسة و اندثار دعوتهم فما تفسيرك لازدياد انتشارهم في الهند نفسها خلال و بعد موت الميرزا؟

 

          إن كان الدجال هم القساوسة و أرباب الكنيسة فلماذا أوجب الميرزا طاعة حفدة رئيسة الكنيسة الأنجليكانية؟.

 

          إن كان الدجال هو المستعمر الغربي فلماذا حرم الميرزا محاربة المستعمر بل أوجب الإخلاص القلبي له و جعل ذلك الشرط الرابع من شروط بيعة أتباعه؟

 

          يذكر كتاب وحي القاديانية (تذكرة) ص 379 الوحي التالي: ((و إذا هلك الدجال فلا دجال بعده إلى يوم القيامة)). فهل أهلك الميرزا الدجال أم لا؟ أنت قلت في رسالتك بأن الميرزا قد قتل الدجال فعلاً. إذاً كيف تفسر بقاء الدجال قويا بعد هلاك الميرزا مع أن إلهه يلاش بشره بأنه إذا هلك الدجال فلا دجال بعده إلى يوم القيامة؟

 

          لقد أمر الميرزا أتباعه أن يطيعوا الملكة فكتوريا و أن يطيعوا حفدتها و أن يخلصوا لها من قلوبهم، فهل كانت هذه هي دعوة الرسل الصادقين؟ كلا و ألف كلا، بل هذه هي دعوة عبدة الطواغيت.

 

          في الختام فإنني أعتذر عن الإطالة، لكنني أكرر دعوتك إلى قراءة كتابات الميرزا نفسه ففي هذا بيان كاف لمن يبحث عن حقيقة الميرزا و افترائه على ربه. لكنني أفهم تقصير الأحمديين العرب في قراءة كتب الميرزا مع أنه ادعى ادعى بأن بلاغته تأتي في المرتبة المباشرة بعد بلاغة القرآن الكريم. فلو قرأ القاديانيون العرب كتب الميرزا العربية لشعروا بالملل الشديد فمعظمها مليئ بالجمل العجيبة و الألفاظ الغير مترابطة. و كأن الكاتب قد فتح أحد القواميس العربية و راح يتخير الألفاظ الغريبة و يحشوها بين الكلمات ظناً منه أنه بهذا يزيد من رصانة العبارات و قوتها. بينما لم يزدها في الواقع إلا نشازاً إلى نشازها. و تتساءل أحيانا عن الفكرة المراد نقلها في فصل كامل من الكتاب. فتجده يسوق عبارات السجع المتكلفة التي تنتهي بكلمة لا تمت بصلة إلى السياق إلا أنها تناسب السجع في الجملة السابقة أو اللاحقة. أما بعض العبارات الأخرى فتذكرك بكتاب ألف ليلة و ليلة حتى أنك تتوقع قراءة عبارة " وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح" في نهاية كل فصل من الكتاب.

 

          و مع أن الميرزا اعتبر معرفته بالعربية واحدة من معجزاته إلا أنه اعترف في كتبه بأن والده كان قد عيّن له أستاذاً لتدريسه اللغة العربية و قواعدها. كما أن الميرزا كان يرسل كتبه العربية إلى بعض أتباعه ليصححوها له. فالميرزا نفسه كان قد ادعى بأن إلهه ألهمه كتاباته باللغة العربية إلهاماً، لكنه مع ذلك كان يرسل كتاباته العربية لأتباعه المتقنين نسبياً للعربية و ذلك للتنقيح أو التصحيح و التعديل إن لزم الأمر. أنظرإلى الرواية رقم 104 في كتاب "سيرة المهدي" الذي ألفه ابن ميرزا غلام الملقب (قمر الأنبياء) حيث يقول هناك:

 

((أخبرني مولوي شير علي أن حضرة المسيح الموعود عليه السلام - ميرزا غلام - قال "إن جميع مؤلفاتي بالعربية هي من نوع الإلهام لأنني كتبتها بتأييد خاص من الله، فإنني أحياناً لا أعرف معنى بعض الكلمات و الفقرات التي أكتبها حتى أنظر إلى القاموس ثم أفهم المعنى".

 

و أضاف مولوي شير علي أن حضرة – ميرزا غلام – كان يعطي ما يكتبه بالعربية للخليفة الأول و للمولوي محمد أحسن لتصحيحه إن كان الأمر يتطلب ذلك. أما بالنسبة للخليفة الأول فكان عادة ما يعيد الكتابات العربية بعد قراءتها بدون تعديل، لكن المولوي محمد أحسن كان يعدل بعض الكلمات لتحسين العبارات. و أضاف المولوي شير علي بأن حضرة المسيح الموعود قال مرة بأن "المولوي أحسن يقوم بتصحيح العبارات حسب رأيه لكنني أرى بأن الكلمات التي كتبتها أنا مناسبة أكثر و بأن كلمات المولوي أضعف لكنني أترك كلماته في بعض الأماكن حتى لا يحزن قلبه إن أنا أهملت كل التصحيحات" )).

 

          فتدبر هداك الله في هذا الوحي المعجز الذي يحتاج إلى التصحيح و التنقيح.   

 

أضف إلى ذلك أن هذه الكتابات العربية الإلهامية مليئة باستخدام كلمة خاتم مع جمع العقلاء لتفيد معنى آخرهم. و مليئة بتأكيد أن وحي جبريل عليه السلام قد انقطع و بأنه لا حاجة لنا لنبي بعد محمد صلى الله عليه و سلم. فتأمل ... و ليتك تتأمل فعلا.

 

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

فؤاد العطار

 
أكثر مقال قراءة عن نفاق وكذب الأحمدية:
الرد على أكاذيب قاديانية


المعدل: 5  تصويتات: 5
الرجاء تقييم هذا المقال:


  'طباعة  ارسال ارسال

المواضيع المرتبطة

أ. محمود القاعودمهدوية كاذبةمقالات منوعةالافتراء على الأنبياءعقائد قاديانية ضالةنبوءات ومعجزات مُفتراهنفاق وكذب الأحمدية

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.
هذه الشبكة لا تتبع لأى جهة حكومية

انشاء الصفحة: 0.10 ثانية