الرئيسية | مقالات الموقع | مكتبة الكتب | مكتبة المرئيات | مكتبة الصوتيات | أتصل بنا
 

 

 

 

القائمة الرئيسية

أحدث الكتب

القاديانية عميلة الاستعمار
أرسلت في السبت 14 يونيو 2008 بواسطة admin
مقالات منوعة

القاديانية ... عميلة الاستعمار

 

بقلم / الحافظ إحسان ظهير.. رحمه الله

 

من كتاب: القاديانية دراسات وتحليل

 

          اجتمع قواد الاستعمار البريطانى وزعماؤه فى لندن ، وخططوا خطة ضد الإسلام من أخطر خططهم بعد تفكير عميق وبحث دقيق بأنه لا توجد فى قارات العالم قوة تجابههم غير الاسلام

 

          ولذا لا بد لتدعيم القوة الاستعمارية ، أن تشتت قوى الإسلام ، ولكن لا بمهاجمتها ، بل بانشاء فرق باطلة منهم ، تكون حاملة اسم الإسلام وفى الأصل تكون هادمة لأصوله ومبادئه ، وتمد هذه الفرق بكل الامكانيات من المساعدات المالية وغيرها لتعمل على حسابهم ، وتتجسس على المسلمين ، فنسجت يد الاستعمار على هذا المنوال نسجا جميلا محكماً وبالفعل أرسلت بعثات خاصة فى البلاد المستعمرة للبحث عن الظروف وعن الخونة لكى تشترى منهم ضمائرهم وإيمانهم ، وأحاسيسهم ومشاعرهم ، ففتشت هذه الفئات الخبيثة عن الخونة وأى قوم يخلو عن مثل هؤلاء وكان أشدهم خطراً عميل الاستعمار الانجليزى فى الهند ، غلام أحمد القاديانى ، وفى إيران ميرزا حسين على المعروف ببهاء الله ولكن الآخر كان أشجع وأحمق ، فأظهر العداوة والبغضاء ضد الإسلام والمسلمين واجترأ وقال :

 

          أنه نسخ القرآن الكريم بكتابه المحشو من الأغلاط وأنه ناسخ لشريعة محمد ( عليه السلام ) – فكان خطره أقل ، ولكن الأول وهو القاديانى كان أمهر وأمكر ، ولذلك أخفى حقده وبغضه فظهر بمظهر التجديد مرة وبالمهداوية مرة أخرى ثم بعد ذلك قفز ووصل إلى النبوة وقال : أنه نبى مرسل ينزل عليه الوحى ولكنه ليس بنبى مستقل بل نبى متبع كهارون لموسى ، وحرف معانى القرآن وأولها بتأويل فاسد وروّج  أفكاراً باطلة وأدى للاستعمار خدمات جليلة مع بقائه فى صفوف المسلمين لأنه ما كان يستطيع أن يخدمهم بخروجه عن الإسلام مثل ما استطاع وهو مظهر إسلامه ، فكان من أعظم خدماته لهم فتواه لا يجوز لمسلم أن يرفع السلاح فى وجه الانجليز لأن الجهاد قد رفع وأن الانجليز هم خلفاء الله فى الأرض فلا يجوز الخروج عليهم ، فسُرّ منه المستعمرون أيما سرور وقدموا له كل المساعدات من الحماية والمال وحتى أعطوه أناساً يتبعونه ويقلدونه ، فكان الرجل الذى ما رأى طوال حياته مائة جنيه يلعب بمئات الألوف يومياً والمسلم الذى كان موظفاً بسيطاً لا يأخذ أكثر من خمس جنيهات فى الشهر وينتقل بطلب المعاش من بلد إلى بلد ومن قرية إلى قرية يبنى قصوراً شامخة ويركب عربات فخمة ويأخذ  خدمه معاشاً أكثر مما كان يأخذ سيدهم ، فهذا كله كان من بركات الاستعمار البريطانى ، كما اعترف فى محضره الذى قدمه  لملكة بريطانيا حينما زارت الهند ، فركز الاستعمار الجهود لتنمية هذه الشجرة وتربيتها ، وعرفوه إلى الناس ورفعوا منزلته فى كنفهم وشجعوه على الهجوم على المسلمين والإسلام ، وعلى أكابرهم وأئمتهم حتى تناول أعراض الأنبياء عليهم السلام ، وعرض سيد المرسلين ، كما تناول عرض أبنائه الحسن والحسين وعرض خلفائه ، وأصهاره ورحمائه ، أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وأصحابه البررة رضوان الله عليهم أجمعين فكفر جميع علماء الأمة وافتوا بوجوب قتله لادعائه النبوة ولاهانته الأنبياء وسبابه للمسلمين ولانكاره أسس الدين الإسلامى الحنيف ولكن سيده الاستعمار دافع عنه ، وحفظه من غيظ المسلمين وغضبهم ، فما استطاعوا أن يعملوا ضده أى شئ ، إلا أن علماء المسلمين ناظروه وناقشوه ، وأظهروا الحق وأبطلوا الباطل ، وكان أبرزهم العالم الجليل الشيخ ثناء الله الأمر تسرى الذى انتصر عليه غير مرة ، وأقام عليه الحجة وأخيراً دعاه إلى المباهلة بأن الكذاب يموت فى حياة الصادق بموت غير عادى ، ومرة أخرى ظهر الحق ، وبعد مدة قليلة من هذه المباهلة مات غلام أحمد القاديانى بموت يكره الإنسان مجرد ذكره كما سنذكره بالتفصيل .

 

          ولكن وبالأسف الشديد أن هذه الفئة المرتدة ليس لها بالإسلام أية علاقة والإسلام برئ منها دخلت مرة أخرى فى صفوف المسلمين وأظهروا بأنهم يعتقدون كل ما يعتقده المسلمون وليس بينهم فرق إلا فى أشياء بسيطة فرعية ومرة أخرى ساعدهم سيدهم القديم بالمنشورات وغيرها فى أوروبا وأفريقيا وغيرها من بلاد العالم وكما نشرت لجنة مسيحية فى ضميمة خلف المنجد بأن القاديانية فرقة من فرق المسلمين سوى أنها تعتقد بعدم فرضية الجهاد على المسلمين .

 

          فلذلك أردت أن أدرس هذا المذهب الجديد دراسة علمية واسعة وخاصة بعد ما لقيت بعض الاخوان من مختلف أنحاء العالم فى الكعبة المشرفة وأدهشنى بأنهم يجدون فى بلادهم أناساً يدعون إلى القاديانية بدعوى أن قائدهم مجدد هذه الأمة ومصلحها وهم لا يجدون شيئاً يُقاومونهم به ، وحينما يسألهم علماء القاديانية أسئلة فلا يستطيعون أن يُجيبوهم لعدم مطالعة كتبهم ولعدم المعرفة بمعتقداتهم الأصلية – فها أنا ذا أقدم أقدم أول نجم متعهداً بالله بأنى لا آلوا جهداً حتى أكشف النقاب عن حقيقة هذا المذهب وبالله التوفيق .

 

          ولد غلام أحمد فى قرية قاديان من إحدى قرى البنجاب فى سنة 1839م فى أسرة عميلة للاستعمار الانجليزى وكان أبوه واحداً من الذين خانوا المسلمين وتآمروا عليهم وساعدوا الاستعمار لطلب العز والجاه كما ذكر غلام أحمد بنفسه فى كتابه – تحفة قيصرية : - بأن أبى غلام مرتضى كان من الذين لهم روابط طيبة وعلاقات ودية مع الحكومة الانكليزية وكان له كرسى فى ديوان الحكومة وهو ساعد الحكومة حينما ثار عليها أهل وطنه ودينه الهنديون مساعدة طيبة فى سنة 1851م ( ثورة معروفة ضد الاستعمار ) بل مدها بخمسين جندياً وخمسين فرساً من عنده وخدم الحكومة العالية فوق طاقته – ( الكتاب المذكور ص 16 ) ففى مثل هذه الأسرة إن لم يولد غلام أحمد ، فمن يولد غيره ؟؟ فولد وحينما بلغ الرشد درس بعض الكتب الأردية والعربية على يد أساتذة غير معروفين وقرأ شيئاً من القانون ثم توظف فى بلدة سيالكوت من إحدى بلاد باكستان الآن بخمسة عشر روبية شهرياً وكان رجلا بليداً (( حتى قيل له أن يأتى بالسكر من البيت فبدل أن يأتى بالسكر جاء بالملح ومن فرط بلاهته وسفاهته بدأ يأكله فى الطريق ولما وصل الملح إلى الحلقوم غُص به ودمعت عيناه )) ( سيرة المهدى لابنه بشير أحمد ) .

 

          وكان جبانا وما دخل فى المنازلات والمصارعات مع أنه ما كان أحد آنذاك من أبناء الشرفاء إلا وتعلم الفنون العسكرية ، ولذلك حينما أراد مرة أن يذبح فروجا قطع إصبعه وسال منها الدم فقام مستغفراً تائبا لأنه طوال حياته ما ذبح حيواناً ولا طائراً . ( سيرة المهدى ج2 ص 4 ) .

 

          وشب وترعرع  فى بلهه وجبنه فكان من لوازم هذا ألا يشب وينشأ إلا ويكون مريضاَ ، وبالفعل أُصيب بمرض المراق شبه الجنون ، كما أُصيب بأمراض مختلفة أخرى ونشر مرة فى كجلة قاديانية – ريويو قاديلن - : - (( إن مرض مراق ما كان موروثاً لحضرة سيدنا بل كان لأسباب خارجية يعنى أنه ما كان أحد مبتلى بهذا المرض فى أسرة غلام أحمد قبله وهو الذى ابتلى به وظهر أثره بسبب ضعف الدماغ )) ( عدد أغسطس 1936م ) .

 

          فثبت بأنه كان مريضاً بمرض المراق وأيضاً كان كثير من أسرته مصابين بهذا المرض ومنهم ابن خاله ، وابنته ، وحتى زوجته ، كما ذكر ابنه فى سيرته وذكره هو بنفسه (( أن زوجتى مريضة بمرض المراق وهذه هى تمشى معى أحياناً للتنزه والتفرج كما أوصى الأطباء )) .

 

          فالآن نحن نبحث عن مرض المراق ما هو؟؟  لأن له علاقة بموضوعنا هذا ، فقد تبين الحكيم الرئيس أبو على سينا فى كتابه ( القانون ) ما هو ( المراق ) وقال : إن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار ، لأجل الخوف والفساد وتتوحش روح الذهن باطناً ويصير المريض مشوشاً لظلمة هذا المرض .

 

          وقال العلامة برهان الدين فى شرح الأسباب والعلامات لأمراض الرأس : أن المراق مرض تتغير فيه الأخيلة والأفكار الطبيعية إلى غير الطبيعية وحتى يصل إلى هذا الحد فإن المريض يظن أنه عالم الغيب وبعضهم يظنون أنهم ملائكة .

 

          فشب هذا المراقىّ المجنون فى أوهام وأخيلة وادعى بأنه مجدد ، ثم بأنه يُلهم أسرار الملكوت فاستغله ربيبه الاستعمار ووضع على رأسه تاج النبوة فكان هذا المتنبى نبيهم هم ، وهم آلهته كما اعترف بنفسه : أنى رأيت ملكاً فى صورة شاب انكليزى ما تجاوز عمره من عشرين سنة وهو جالس على كرسى وأمامه منضدة فقلت له أنك جميل جداً فقال : أى نعم ( تذكرة وحى المقدس ص 31 ) ثم أُلهم فى الانكليزية ( ..... ) يعنى أنا أحبك و ( .....) وأنا معك  ( ......) وأنا أساعدك – ويُذكر بأنه ارتجف بعد ذلك جسمى وأُلهمت فى الانكليزية ( ......... ) نحن نستطيع أن نفعل ما نُريد ، ففهمت من التلفظ واللهجة كأنه انكليزى يتكلم عند رأسى ( براهين أحمدى تأليف غلام القاديانى ) وكيف وقد صدق وعده ونصر عبده فكان واجب عليه يشكرهم وخاصة حينما أرسل الله الملكة المعظمة قيصرة الهند سلمها الله تفضلت وتجلت فى بيته للتسلية والتشجيع كما يرويه بنفسه : رأيت فى الكشف أن الملكة المعظمة ( قيصرة الهند ) سلمها الله تجلت وتفضلت فى بيتنا فقلت لأحد من أصحابى أن الملكة المعظمة شرفتنا فى بيتنا فلابد لنا أن نشكرها ( مكاشفات الغلام للمنظور القاديانى ص 17 ) .

 

          وبالفعل أدى واجبه بولائه للاستعمار وإعلان وفائه له ، وتجسسه على المسلمين وحتى حينما كتب أحد الخبثاء المستعمرين كتابا تناول فيه أعراض أمهات المؤمنين وهجم على ناموس الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام ، ثار المسلمون فى الهند وقامت المظاهرات العنيفة ورفعوا استنكارهم وغضبهم إلى الحكومة على هذا الكتاب ففى مثل هذا ، بدل أن يشتركهم ، بدأ يهجم على المسلمين لأنه لا حق لهم أن يقوموا بمثل هذه المظاهرات والثورات ضد حكومة بريطانيا العظمى التى هى ظل الله فى الأرض وكتب مرة فى إحدى مؤلفاته بعد أن شُن عليه الهجوم لمناصرته وموافقته للاستعمار بل لدعايته لهم وتجسسه على المسلمين فكتب ((نحن نتحمل كل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة وسنتحمل أيضا فى المستقبل لأنه واجب علينا أن نشكرها لاحسانها ومنتها علينا ، ولا شك نحن فداء ، بأرواحنا وأموالنا للحكومة الانكليزية ، ودوما ندعو لعلوها ومجدها سرا وعلانية )) ( آرية دهرم ص 79 و80 للغلام ) .

 

          وليت شعرى أمثل هذا يدعى النبوة والتجديد الذى يقبل إهانة رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ بل يمدح من أهانوه ، ويهجم على الذين يفدون بأرواحهم وأجسادهم ناموس الرسول وعظمته ويحرض أتباعه ومريديه على أن يستعدوا بتضحيات المال والنفس لرب الأرباب الاستعمار الانكليزى لأن دينه يعلمه أن يطاع الله وتُطاع الحكومة التى أمكنت البلاد وحفظتهم تحت ظلها من أيدى الظالمين ( يعنى المسلمين ) وهذه الحكومة ليست إلا حكومة بريطانية ، ( وأكثر من هذا ) فإن عصينا الحكومة فقد عصينا الاسلام وعصينا الله ورسوله ( بلفظة خطاب الغلام المندرج فى رسالته لائق أن تلتفت إليه الحكومة ) وقال فى كتابه ( ضرورة الإمام ص 23 ) ( وفى رسالته تحفة قيصرية ص 27 ) : أنا أشكر الله عز وجل أنه أظلنى تحت ظل رحمة بريطانية التى أستطيع تحت ظلها أن أن أعمل وأعظ فواجب على رعية هذه الحكومة المحسنة أن تشكر لها وخصوصا علىّ أن أبدى لها الشكر الجزيل لأنى ما كنت أستطيع أن أنجح فى مقاصدى العليا تحت ظل أية حكومة أخرى سوى حكومة حضرة قيصر الهند ))

 

          وقال : لعنة الله على من لا يريد أن يكون تحت أمر الأمير مع أن الله قال أطيعوا الله والرسول وأولى الأمر ، فالمراد من أولى الأمر هاهنا هو الملك المعظم ولذا أنا أنصح مريدى وأشياعى بأن يدخلوا الانكليز فى أولى الأمر ويطيعونه  من صميم قلوبهم و ( بلفظه ) : وكيف لا يُطيعون وهم وأبناؤهم وصنيعة أيديهم وثمرة غرستهم .

 

          ويعرف باحث تاريخ الهند أن الاستعمار حينما رأى أن شجرته التى غرسها قد أينعت ، قد أغدقت بالنعم فأعطى للقاديانيين مراعاة خاصة سواء فى الوظائف وأرسل طلبة القاديانيين إلى أوربا للتعليم والتدريس وأعطوا حقوقاً خاصة فى كل ميادين العمل فى التجارة والزراعة والحرفة وغيرها ، كما أن الحكومة الانكليزية تولت نشر أفكار هذه الفئة لأنها كلها كانت على حسابها وفى مصلحتها وقع كثير من جهلة ضعفاء المسلمين فى شبكة هؤلاء بالاغراء والتحريض لأنهم كانوا يرون فى دخولهم القاديانية مصالح دنيوية ، وفعلاً حصلوا عليها ، وبدأت هذه الفئة المرتدة فى النشاط والانتشار ونشروا كتباً ورسائل محاولين ابعاد المسلمين عن الإسلام وتقريباً لهم إلى عبودية بريطانيا العظمى ، ودوماً كان يحفظهم مربيهم الاستعمار من غيظ المسلمين وغضبهم ، وحينما تغافل عنهم أحد حكام الاستعمار قدمت ضده الشكاوى ، ورُفع الاحتجاج بأن فلاناً يُساوى بيننا وبين فئات أخرى – وعلى الفور ورد إليه الانذار والتنبيه – كما أن الغلام القاديانى قدم بنفسه عريضة لنائب الملك فى الهند بأسلوب واللفظ لا تليق بأى رجل غيور ، وأين نبى الله ، وهذا نصه : (( العريضة التى أعرضها إلى حضرتكم مع أسماء أتباعى ليس المقصود منها إلا أن تلاحظوا الخدمات الجليلة التى أديت أنا وآبائى فى سبيلكم وكما ألتمس وأرجو من الدولة العالية أن تراعى الأسرة التى أثبتت بكمال وفائها وإخلاصها طوال خمسين سنة بأنها من أخلص المخلصين للحكومة والتى أقر وأعترف بولائها أكابر أمراء الحكومة العظمى وحكامها وكتبوا لها وثائق وشهادات على أن هذه الأسرة ، أسرة خدام ، وأسرة مخلصة ، فلذا أرجو منكم أن تكتبوا للحكام الصغار برعاية هذه الشجرة وحفظها التى ما غرسها إلا أنتم كما أرجو أن ينظروا إلى أتباعى بنظرة خاصة ودية لأننا ما تأخرنا أبداً من التضحيات فى سبيلكم لا بالنفوس ولا بالدماء كما لا نتأخر بعد ذلك فلأجل هذه الخدمات الجليلة نحن نستحق أن نطلب من الحكومة العظيمة المد والعون لكى لا يجرأ أحد علينا ( عريضة غلام أحمد لنائب أمير الهند المندرجة فى كتاب تبليغ رسالة ج7 لقاسم القاديانى ) .

 

          ومرة أخرى ذكر خدماتها الجليلة وقال : إنى ملأت المكاتب من الكتب التى كتبتها فى مدح الانكليز وخاصة وضع الجهاد الذى يعتقده كثير من المسلمين وهذه خدمة كبيرة للحكومة فأرجو أن أجزى بها جزاء حسنا ))

 

          وبالفعل أن هذه الخدمة كانت من أكبر الخدمات ، لأن الاستعمار مسيحياً كان أو غير مسيحى لا يخاف مثل ما يخاف من عقيدة الجهاد فى المسلمين ، فجوزى وأى جزاء أكبر من هذا بأن الرجل المريض بمرض المراق والفقير الذى ما كان عنده قوت يوم ، يتربع على عرش النبوة وتجرى حوله النذور ويسعى إليه الأنام وتسانده أكبر دولة فى العالم آنذاك ، فكان من لوازم هذا أن يزداد جنونه ، فزاد وبلغ إلى ذروته كما نحن نذكره إن شاء الله فى مقال خاص – ونضيف إلى هذا البحث اعتراف ابن الغلام ، خليفته الثانى بأن القاديانية ليست إلا وليدة للاستعمار فيقول : (( إن للحكومة البريطانية علينا إحسانات كثيرة بكل اطمئنان وراحة ، ونتم مقاصدنا ... ونذهب إلى بلاد أخرى للتبليغ والحكومة البريطانية تساعدنا أيضا هناك وهذا من كمال منه وإحسانه علينا ( بركات الخلافة ص 65 ) .

 

          ولأجل ذلك كان الغلام يحرص دائماً أن يوجه مريديه لوفاء الاستعمار وولائه ، ولا هذا فحسب بل بالتضحيات فى سبيله وأن يكونوا دعاة عاملين ، ويركزوا فى قلوب الناس بأنها لا توجد فى العالم حكومة أعدل من هذه الحكومة ولا أحسن منها فيكون لهذه الدعوة أثر بليغ فى النفوس لأنه حينما يسمع هذا الكلام تكراراً أو مراراً يرسخ فيها حب واحترام هذه الحكومة المحسنة وهذا لا يكون مقتصراً على الهند فقط بل أينما يذهب أحد منا فى بلاد أخرى لأن مفادنا واحد وهدفنا واحد ( وهو هدم الكيان الإسلامى ومحو الدين القيم ) وحينما تسمع بلدان أخرى عدالتها تشتهى أن تصل إليها أقدام هذه الحكومة الميمونة .

 

          وبالفعل كانت الأهداف والأغراض واحدة كما يخبر ويشهد مبشر قاديانى بعد رجوعه من روسيا سنة 1923م فقال : إنى أُعتقلت مرات بتهمة الجاسوسية للانكليز ، ويقول مفتخراً ، أنا ما ذهبت إلى روسيا إلا لتبليغ القاديانية ولكن بما أن مفادات القاديانية وأهدافها متعلقة بأغراض وأهداف حكومة بريطانيا كنت مضطراً بأن أخدم الحكومة وأؤدى واجبها علىّ ( مكتوب محمد أمين مبلغ القاديانية المنشور فى جريدة الفضل القاديانية 28 سبتمبر سنة 1923م )      وهكذا وهلم جرا ونزلت هذه الفئة الخبيثة فى الدرك الأسفل من الذلة والهوان حتى أظهروا سرورهم وابتهاجهم بسقوط دول الإسلام والمسلمين تلو الأخرى بيد الاستعمار واحتفلوا بحفلات عامة كبيرة وأرسلوا مبالغ ضخمة لشراء آلات الحرب ليُذبح المسلمون وحينما دخل الجيش الانكليزى العراق ألقى ابن الغلام وخليفته خطاباً فى حفلة أقيمت لهذ المناسبة وقال : إن علماء المسلمين يتهموننا بتعاوننا مع الانكليز ويطعنوننا على ابتهاجنا على فتوحاته فنحن نسأل لماذا لا نفرح ؟ ولماذا لا نسر ؟ وقد قال إمامنا بأنى أنا مهدى وحكومة بريطانيا سيفى ، فنحن نبتهج بهذا الفتح ونريد أن نرى لمعان هذا السيف وبرقه فى العراق وفى الشام ، وفى كل مكان ، ويقول : أن الله أنزل ملائكته لتأييد هذه الحكومة ومساعدتها ( جريدة الفضل المؤرخة 7 ديسمبر 1918م ) .

 

          ويقول : (( أن مئات القاديانيين تجندوا فى جيش الانكليز لفتح العراق وأراقوا دمائهم ( النجسة ) فى سبيله ( الفضل 31 أغسطس 1922م ) .

 

          وهكذا أظهر سروره أيضاً حينما دخل عساكر الاستعمار فى القدس وكتب مقالاً بتأييد الاستعمار حتى شكره سكرتير رئيس الوزراء البريطانى على هذا ، وعلى سقوط دولة العثمانيين وقد نشرت جريدة الفضل :

 

          (( نحن نشكر الله ألف وألف مرة على فتوحات بريطانيا ، وأنها السبب الابتهاج والسرور لأن إمامنا  ( أى الغلام القاديانى ) كان يدعو لفتوحاتها وكان يوصى جماعته بالدعاء لها وأيضاً فتحت لنا أبواب الدعوة إلى القاديانية والتى كانت مسدودة قبل الآن ، وهذا كله امتداد دولة بريطانيا إلى بلدان أخرى ( الفضل 23 نوفمبر 1918م ) .

 

          وهكذا أنشأ الاستعمار هذه الفئة لمقاصدها الرذيلة ، وأهدافها الخبيثة والتفريق بين المسلمين والتجسس عليهم ولذلك منعت حكومة المانيا وزراءها من أن يحضروا حفلة هؤلاء بتهمة أنهم عملاء الانكليز ( الفضل 1 نوفمبر 1934م ) .

 

          وأيضاً حينما وصل اثنان من هذه الفئة إلى أفغانستان وكان آنذاك حرب بين الانكليز والأفغان قتلتهما حكومة أفغانستان بتهمة تجسسهما للاستعمار وأعلن وزير الداخلية الأفغانية بأنه وجدت عندهما وثائق ومكاتيب تثبت بأنهما عملاء لعدونا ، ولكن بالعكس  من ذلك افتخر الخليفة القاديانى بجريمتهما وقال : (( لو سكت رجالنا فى أفغانستان وما أظهروا عقيدتنا فى الجهاد لما كان عليهم شئ ولكنهم ما استطاعوا أن يكتموا حُبهم ومودتهم لحكومة بريطانيا التى حملوها من عندنا فلذلك لقوا حتفهم . ( خطبة الجمعة لابن الغلام المنشور فى الفضل 16 أغسطس 1935م ) .

 

          وهذا مما لا يخفى على أحد بأن الاستعمار دائماً يستغل اسم الدين واسم التبشير للتجسس كما بينه بالتفصيل الدكتور (( عمر فروخ )) فى كتابه (( التبشير والاستعمار )) وكما نحن ذكرنا .

 

          والآن والاستعمار يستغلهم أيضاً فى أفريقيا لتدعيم قوته وتحقيق مصالحه وفى الشرق الأوسط لتشكيك فى عقائدهم وتشويه الإسلام وللتجسس أيضاً وهم يعملون لحسابهم وبمساعدتهم ولكن باسم الإسلام .

 

          وأخيراً ننقل ما نشرته لسان القاديانية (( الفضل )) ، أن حكومة بريطانيا هى ترس لنا نتقدم إلى الأمام وإلى الأمام تحت وقاية هذا الترس الذى لو أبعد لمزقنا من الرماية فانحدرنا وصار رقيها وعلوها رقيتنا وعلونا ، ودمارها دمارنا ( الفضل 19 أكتوبر 1915م ) .

 

          وهذه هى حقيقة هذه الفئة المرتدة التى باعت ضميرها للاستعمار ، وخدمها بكل الإمكانيات ولا تزال تخدمها ..

 

(( ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ))

 
أكثر مقال قراءة عن مقالات منوعة:
هل روّجَ الشيخ ديدات -رحمه الله لعقائد القاديانية؟


المعدل: 0  تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:


  'طباعة  ارسال ارسال

المواضيع المرتبطة

أ. محمود القاعودمهدوية كاذبةمقالات منوعةالافتراء على الأنبياءعقائد قاديانية ضالةنبوءات ومعجزات مُفتراهنفاق وكذب الأحمدية

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.
هذه الشبكة لا تتبع لأى جهة حكومية

انشاء الصفحة: 0.07 ثانية